السؤال
أعاني من هذه الأمور وأرجو عدم الضحك علي، ولكن هذه حالتي:
1- عدم ثقتي تماما بنفسي، إطلاقا لدرجة أني كتبت ورقة بها كل ما أعاني منه وهو أني:
** الشكل ليس بجيد.
** قصير القامة.
** شكلي صغير لا يوجد آثار اللحية أو الرجولة، من يراني يعطيني 18 عاما وليس 29.
** لا يوجد عندي أصدقاء على الإطلاق وهذه أهم نقطة، وكلما عثرت على صديق إما أنه لا يصاحبني أو يسافر أو أو، المهم أني أفتقده أتمنى أن أجد أصدقاء يحبوني ونخرج سويا، ونضحك دائما، فأنا منعزل في الغرفة لوحدي.
** ضعيف في حالة لو مرضت؛ حيث ألازم الفراش مدة طويلة.
** أخاف من مواجهة البنات وأحس أني بعيوبي السابقة وغيرها سيضحكون علي.
** أخاف من المسئولين الكبار كالمديرين في عملي والرؤساء.
** يراودني كثيرا وأنا نائم بمفردي في الغرفة أني سأجد لصوصا يدخلون علي وسيقتلونني؛ مما يجعلني أخاف أكثر وأكثر.
** لا يوجد لدي مهارات مثلا: السيارات، الكمبيوتر، المستوى الدراسي، المنصب الوظيفي....الخ.
** العصبية الزائدة نتيجة التفكير فيما سبق.
** لا أشعر أني سأكون زوجا ناجحا بل طفلا صغيرا يحتاج إلى من يقف معي، وشعوري الدائم أني ضعيف البنية وممكن وأنا مع زوجتي أن أتعرض إلى الضرب أمامها مما سيؤدي إلى انهياري أكثر وأكثر!
أعلم أني أرهقتك من كثرة عيوبي، ولكن أنا أتمنى فقط أن أجد علاجا فعالا، وأن يكون رخيص الثمن؛ لأني أعلم أن الأدوية النفسية غالية الثمن، وأنا موظف بسيط، أنا أتمنى أن أحس بقيمتي في الحياة، وأجد اهتماما من الناس وأجدهم يحتاجوني.
مرة أخرى أتمنى أن لا يسخر أحد مني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الحالة التي تعاني منها هي في الحقيقة نوع من الشعور العام بالدونية، وأنك أقل من الآخرين؛ مما أثر عليك سلبا.
أيها الأخ الكريم! لقد خص الله كل إنسان بشكله الذي يميزه، وأرجو أن تتمعن في آية سورة السجدة (( الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين ))[السجدة:7] وهنا يا أخي حكمة بالغة وهي أن الأساس في الخلق هو الإتقان.
أنت لا شك أنك حساس جدا حيال شكلك ومظهرك، ودائما الأشخاص الذين يكون لديهم مثل هذه الحساسية والتفكير يؤدي ذلك إلى تبعات سلبية في صحتهم النفسية وتعقيد الأمور بالنسبة لهم، وأرجو أخي أن تقلل من هذه الحساسية حيال نفسك، وأن تنطلق بفكرك وتواصلك، وأن تكون إنسانا فعالا في كل المجالات، والحمد لله الآن الفرص موجودة وبكثرة، فعليك ألا تحصر نفسك في شكلك أو مظهرك.
الشيء الآخر الذي أود أنصحك به هو أن تحاول الاستعانة -بعد الله تعالى- ببعض الأصدقاء الذين سوف تجد القبول بينهم، وأرى أن رفقة المسجد والإخوة المصلين ستجد فيهم إن شاء الله هذه السمة، وتكون هي نقطة الانطلاق لك والثقة في نفسك حتى تتمكن من التواصل مع الآخرين.
شيء آخر أرجو أن أؤكده لك وبصورة قطعية ومطلقة أن الناس لا تنظر إليك بكل السلبية التي تراها أنت، لا أعتقد ذلك مطلقا، وقد أجريت دراسات وتحليلات وأخذت عينات من الناس وسئلوا عن رأيهم في الآخرين، وكان معظمهم لا يركزون على الشكل إنما يركزون على السلوك وعلى التواصل، فأرجو الانتباه لذلك.
لا شيء يمنعك من تعلم الكمبيوتر والاجتهاد في الوظيفة، وليس هناك سبب يجعلك عصبيا ومتوترا، ويمكنك التغلب على ذلك بالتفكير الإيجابي.
لا مانع أن تتناول دواء يساعدك في التغلب على هذه المشاعر السلبية، ويرفع إن شاء الله من معنوياتك وإدراكك حول نفسك، والدواء الذي أرشحه لك يعرف باسم تفرانيل، أرجو أن تبدأه بجرعة 25 مليجرام ليلا لمدة أسبوعين، ثم ترفع هذه الجرعة 50 مليجرام ليلا وتستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم تخفضها لحبة واحدة لمدة شهر، ثم تتوقف عن العلاج.
هذا الدواء سوف يساعدك كثيرا؛ ولكن الأهم من ذلك هو أن تستعيد ثقتك بنفسك، وأن تهتم بجوهرك أكثر من مظهرك.
والله يوفقك ويرعاك.