أعاني من العزلة والضيق والرهاب، ما الحل؟

0 28

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر 35 سنة، مشكلتي أني غير اجتماعي، أحس بالضيق إذا خالطت الناس، وأحس برهاب نفسي، أريد دائما اجتناب الاحتكاك بهم، وحتى إذا عكست نفسي وتجرأت على مخالطتهم أحس نفسي كالأحمق، فتصبح حركاتي غريبة لا إراديا، ولا أستطيع وزن كلامي فيجعلني ذلك في حرج، أثر ذلك في علاقاتي الاجتماعية، لا أستطيع لا الصحبة ولا الزواج ولا صلة الرحم، مع حاجتي لذلك.

أخاف أن أموت على العادة السرية والإباحيات وقطيعة الرحم، فإن الله لا يقبل عمل قاطع الرحم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سهيل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى أن يتقبل طاعاتكم وصيامكم في هذه الأيام الطيبة.

أخي الفاضل: الإنسان لا يمكن أن يجمع بين الخير والشر وما هو صحيح وما هو خطأ في إطار واحد أو حيز واحد، خاصة حين نتكلم عن النفس الإنسانية أو الفكر الإنساني أو الوجدان الإنساني، لا يمكن أن نجمع بين الاثنين.

أخي الكريم: أنت كما تفضلت منغمس في العادة السرية والإباحيات، وتريد في ذات الوقت أن تكون شخصا فعالا وشخصا مقداما، وهذا لا يمكن، أنت تدخلت في هذا الدهليز المظلم جدا، وهذا أدى إلى ما نسميه بالتكبل الاجتماعي والوجداني والنفسي.

أنا أنصحك أن تنظر للأمور بجدية، وأن تصحح مسارك تماما، والإنسان يتغير، الإنسان يستطيع حقيقة أن يتغير، يتغير من خلال الإصرار، ومن خلال العزيمة، ومن خلال الارتفاع بنفسه ويرتقي بها، فهذه هي المشكلة الأولى والمشكلة الأساسية.

إذا التوقف عن العادة السرية وعن الإباحيات هو خط العلاج الأول في حالتك، وبعد ذلك تبدأ في تنمية علاقتك الاجتماعية، ومهاراتك الاجتماعية، مهارة التواصل الاجتماعي، من خلال أن تخرج مع أصدقائك، أن ترفه عن نفسك، أن تجالس أسرتك، أصدقائك، تكون شخصا فاعلا في مجال عملك، أن تقرأ، أن تطلع، أن تصلي مع الجماعة، أن تمارس رياضة جماعية، وأن تنظر لنفسك نظرة مختلفة عما مضى، فأنت حين تصحح مسارك هذا يعني أن قيمتك الذاتية قد ارتفعت، وهذا يشعرك بالكثير من الإيجابيات، ويجعلك حقيقة تبتعد تماما عن تحقير الذات.

أخي: أيضا أن تنظر للأمور بمقياس الحلال والحرام، هذا مطلوب ومطلوب جدا، لأن هذه الحياة الدنيا فانية تماما، والدار الباقية هي الآخرة، والإنسان يسأل يا أخي عن أفعاله وعما اقترفه، فيجب أن يسعى الجميع لاكتساب الصالحات.

أنا أعرف أن فيك خيرا كثيرا، هذا قطعا، كل الذي تحتاجه أن تخرج هذه الطاقات الإنسانية الإيجابية، أن تفعلها، وأنا أؤكد لك أن التغيير ممكن، والإنسان يتغير، ودائما نحن ننصح ونوصي الناس بأن لا يخافون من ماضيهم، الماضي دائما نستفيد منه كتجربة، ونحاول أن نعيش الحاضر بقوة، لأن الحاضر هو دائما أقوى، قوة الحاضر هذا أمر مثبت، فأرجوك أن تستفيد من قوة الحاضر، ولا تخاف من ضعف الماضي، ولا تخاف من هواجس المستقبل، توكل على الله، وأنا متأكد أن أمرك سوف يتيسر.

الحياة فيها أشياء طيبة، فيها أشياء جميلة، يمكن للإنسان أن يمارسها، بل يثابر عليها، بل يدمنها – كالقراءة، كصلة الرحم، ممارسة الرياضة – كلها أمور طيبة وجميلة، وأنا متأكد أنك إن شاء الله تعالى ونحن في هذه الأيام الطيبة إن شاء الله سوف تعزم وتغير حقيقة من أفكارك ومقاصدك ومشاعرك وسلوكيات السلبية وتسعى في التخلص منها تماما.

وللفائدة راجع: وسائل التخلص من إدمان المواقع الإباحية: (3731 - 26279268849 - 283567 - 278632)، أضرار العادة السرية: (24312 - 260343 - 2102179)، وكيفية التخلص منها: (227041 - 1371 - 24284).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات