السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.
أعاني من الاكتئاب الشديد منذ حوالي عشرة أعوام، وراجعت أكثر من طبيب نفسي، وتناولت الكثير من الأدوية، وقبل مدة حسب توجيه الطبيب المعالج قللت العلاج إلى أن تركته بعد أن تحسنت حالتي، والآن رجعت لي بعض أعراض المرض من الحزن، والقلق، وغيرها، والوسواس، وعدم المبالاة، وكان على رأس العلاج حبوب الزولفت ٢٠٠ ملغ يوميا، وقبل مدة رأيت جوابا للدكتور/ عبد العليم يشرح فيه لمريض طريقة أخذ علاج الزولفت والتدرج ولفترة، ومن ثم الانسحاب التدريجي للعلاج إلى تركه.
وأنا الآن باشرت بأخذ علاج الزولفت كما شرح الدكتور/ عبد العليم قبل أسبوع تقريبا، وبجرعة ٥٠ ملغ ورفعها بعد شهر -إن شاء الله- إلى ١٠٠ملغ، ولكن ظهرت أعراض غريبة علي بعد تناول العلاج، ضيق بالصدر، وقلق، وحزن شديد إضافي، وعدم المبالاة بشكل كبير وغيرها، النوم غير منتظم وقليل، راجين تفضلكم بتوجيه النصح، وأعتذر عن الإطالة وعدم التنسيق بين الجمل.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أخي: أنت ذكرت أنك تعاني من حالة اكتئاب شديد، وفي ذات الوقت لديك بعض أعراض القلق والوسوسة، وهي كثيرا ما تكون مصاحبة للأعراض الاكتئابية.
جزاك الله خيرا أخي على ثقتك في شخصي الضعيف وأنك قد أخذت بأحد الاستشارات التي أوردناها لأحد الأخوة، وأنك بدأت تتناول عقار (زولفت). الزولفت طبعا من أفضل مضادات الاكتئاب، ويتميز أيضا بأنه يعالج الوساوس والمخاوف وكذلك القلق.
أنت الآن وصلت إلى جرعة مائة مليجرام، لكن كانت هناك أعراض سلبية بعد تناول العلاج تمثل في ضيق في الصدر والقلق والحزن. هذا –أخي الكريم – ليس من المفترض أن يحدث، وليس من سمات هذا الدواء، أنا أعتقد أنها ربما تكون أصلا أعراضك الاكتئابية اشتدت قليلا وأن الدواء لم يبدأ مفعوله العلمي الصحيح، بالرغم من أنك قد تناولته لمدة شهر بجرعة خمسين مليجراما، ثم قمت برفع الجرعة.
أخي: أنا أنصحك بأن تستمر على الدواء، وتضيف إليه عقار (دوجماتيل) والذي يسمى علميا (سولبرايد)، السولبرايد دواء جيد جدا لعلاج القلق، وهو مهدئ، سريع الفعالية، وغير إدماني، وغير تعودي.
فأنا أرى السولبرايد علاجا تدعيميا جيدا، فابدأ في تناوله بجرعة كبسولة صباحا ومساء لمدة شهر، ثم تجعلها كبسولة مساء لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناوله، وتستمر على جرعة الزولفت وهي مائة مليجرام، لا أعتقد أنك سوف تحتاج لأكثر من ذلك.
الدوجماتيل سوف يساعدك في النوم، وذلك من خلال تحسين درجة الاسترخاء النفسي لديك، وإن كان موضوع النوم بالفعل مزعجا لك والأمر ليس له علاقة بشهر رمضان الفضيل ففي هذه الحالة أقول لك: يمكن أن تتناول أيضا عقار (ميرتازبين/ريميرون) بجرعة 7,5 إلى 15 مليجرام ليلا، لأي مدة، ليس هنالك أي إشكالية مع الريميرون، فهو دواء سليم أيضا، وجرعة ربع الحبة إلى نصف الحبة هي جرعة صغيرة جدا.
لكن أعتقد أنه من الأفضل أن تعطي نفسك فرصة الآن على الزولفت وتضيف له الدوجماتيل، وفي ذات الوقت تحاول أن تنشط الآليات العلاجية غير الدوائية فيما يتعلق بموضوع اضطراب النوم، وحتى موضوع القلق والتوتر وما تشعر به من حزن؛ هذا أيضا تتعامل معه سلوكيا بأن تكون متفائلا، وأن تكون إيجابيا، أن تنظر للأشياء الجميلة في حياتك، أن تتواصل اجتماعيا، وأن تحرص على صلواتك في المسجد، وأن تلتزم بالدعاء، خاصة أذكار الصباح والمساء، يكون لديك ورد قرآني يومي، تحرص على رياضة المشي، فهي مفيدة جدا – يا أخي – لإزالة الضيق والتوتر، وقطعا هي أحد الآليات العلاجية المهمة جدا لعلاج القلق والاكتئاب والتوتر.
وبصفة عامة أيضا حاول أن تعتمد على النوم الليلي، وتتجنب النوم النهاري، لا تتناول الميقظات كالشاي والقهوة بعد الساعة السادسة مساء، يمكن أن تتناول ذلك طبعا مع الإفطار، وبعد رمضان لا تتناول أي نوع من محتويات الكافيين في فترة المساء.
إذا هذا ما أنصحك به، وأسأل الله لك العافية والشفاء، ويمكنك أن تتواصل معي خلال شهرين إلى ثلاثة لنعرف تطورك وتقدمك العلاجي.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.