السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا أم لثلاث بنات 13-11-3 سنوات، أعيش حاليا في السعودية، وقريبا سأعود للعيش في بلدي الأم، وسيبقى زوجي في الغربة، وأكون أنا المسؤولية عن تربية البنات، البلد الذي أعيش فيه أشبه بالدول الغربية، بل وقد يكون العيش بالدول الغربية أسهل، فنادرا جدا أن تجد شابا لا يدخن، وشباب كثير يتعاطون الحشيش، ونادر جدا أن تجد فتاة لا تكلم شبابا، حتى وأحيانا قد تكون متزوجة، والحجاب يقتصر على المسنات فقط، وإن وجدت فتاة متحجبة يرفضها المجتمع، فتجد أقرب الناس لها يقول لها ما زلت صغيرة، عيشي حياتك، ولما هذا التعقيد، هذا غير الاستهزاء بها حتى ينتهي الأمر بخلعها للحجاب.
وأنا بدأت أخاف على تربية بناتي، فكما أسمع وأرى ممن حولي من أقاربي فالتربية صعبة جدا، ومهما تعب الأهل في تربية أبنائهم فأصدقاهم في المدرسة سيفسدون أخلاقهم، كيف السبيل لجعل بناتي يتمسكن بدينهن ومبادئهن؟ وكيف أعلمهن الابتعاد عن أصدقاء السوء، خصوصا أني اكتشفت أن الأبناء لا يتقبلون من الوالدين النصيحة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا وأختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام بأمر البنيات، ونسأل الله أن يقر أعيننا جميعا بصلاح الأبناء والبنات، وأن يلهمكم السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
لا شك أن الأساس الذي يوضع في التربية للأبناء وهم صغار هو العاصم لهم بعد توفيق الله تبارك وتعالى، فاجتهدي في ترسيخ القواعد الأساسية وتربيتهم على الإيمان والعقيدة، والثقة في الله تبارك وتعالى. واعرفي حاجة المراحل العمرية، فالبنت الكبرى الآن هي على أبواب مرحلة جديدة، تحتاج منك الصداقة والقرب والحوار والهدوء معها، وتسليط الأضواء على ما عندها من إيجابيات.
والتي أصغر منها في مرحلة البحث عن المكانة العائلية، وتحتاج إلى تعظيم ما عندها من أشياء جميلة ومحاورتها، وغرس الأفكار النبيلة الإيجابية أيضا في نفسها، لأن هذه هي المناعة الفعلية، كما قال الأطباء: (الجراثيم تملأ الفضاء، لكن لا كل الناس يصابون بالمرض، إنما يصاب بالمرض من ضعفت مناعته وقدر الله عليه المرض)، كذلك المعاصي قد تكثر من الشخص، لكن لا يسقط في هوة المعصية إلا من ضعف إيمانه، فالإيمان للإنسان كمناعة للأبدان.
عليك أن ترسخي هذه المعاني الإيمانية، واغرسي الثقة في بناتك حتى يؤثرن ولا يتأثرن. إذا ذهبت إلى هذا البلد فابحثي عن الصالحات، لا يوجد بلد على أرض الله إلا وفيها صالحون وصالحات، بل مصلحين ومصلحات، ولذلك عند ذهابك واستقرارك في البلد ينبغي أن تتعرفي على الصالحين والصالحات، وتربطي بناتك ببنات الصالحين وبنات الصالحات، لأن الأسر لما تتعاون فيما بينها على التربية فإن هذا خير عون.
كذلك لما تذهبي إلى المدرسة لا بد أن تتواصلي مع معلمات فاضلات دينات، ليكن كأمهات لبناتك في مرحلة المدرسة.
أما الصغيرة ففرصتك كبيرة في تربيتها، وغرس الإيمان في نفسها، وأرجو أن تعرفي خصائص المراحل العمرية، فإن كل مرحلة لها طريقة في التعامل خاصة الكبرى، وهي عنوان البيت وقائدة البيت.
فعليك بخصائص المرحلة، وكذلك احتياجات وميول الأبناء والبنات في مرحلة المراهقة، فهي تدخل على مرحلة جديدة، لكن هذه الفرصة الآن والبلد الذي ستنتقل فيه قبل أن تذهبي لا بد أن تضعي القواعد الراسخة، ونسأل الله أن يعينك على الخير.
نحن سعداء جدا بهذا الاهتمام بأمر التربية، وأرجو أيضا أن يكون زوجك حريصا على التعاون معك، بل إذا اقتضت المصلحة عليه أن ينتقل إلى البلد ليكون معكم أو لتكونوا معه، لأنا لا نملك أغلى من أبنائنا الذين هم امتداد لعملنا الصالح، ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية.