السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أعاني منذ أن تعلمت الكلام من مشكلة في النطق حيث إني لا أستطيع أن أتكلم بطلاقة كما يتحدث معظم خلق الله، لقد عانيت في طفولتي كثيرا من هذه المشكلة الكبيرة، وما زلت، حيث إني لا أستطيع أن أشارك الناس في الحديث إلا ببعض الكلمات، التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وجعلتني أتهرب من مواجهتهم خوفا من الاستهزاء بي، كما أني لا أاستطيع أن أعبر عن رأيي بصراحة، بل وأسامح في حقي كثيرا من المرات.
لقد سئمت من هذه العيشة التي لا أستطيع أن أعبر فيها عن نفسي بطلاقة، وأحدث الناس بكل ما أريده دون أن أخشى عسر الكلام، لقد بلغت من العمر24 وما زلت لم أحقق لنفسي شيئا.
وفي الأخير أرجو أن تجيبوني عن هذه الأسئلة:
1- هل يمكنني الشفاء من هذه المصيبة التي ما بعدها مصيبة؟
2- هل تنصحونني بالذهاب إلى الطبيب النفسي؟ وما العلاج الذي يمكنه أن يقدمه لي؟
3- هل شرب الزعتر يشفي من هذه المصيبة؟
والسلام عليكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abdellah حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
بالنسبة للمشكلة التي تعاني منها فهي ذات شقين؛ الشق الأول: التلعثم أو عدم الانطلاق في الكلام، والشق الثاني هو أنك لا تستطيع أن تعبر عن نفسك كما هو مطلوب.
لا بد للإنسان من أن يوسع من مداركه عن طريق الاطلاع والقراءة، وأن يكون متعدد الاطلاعات حتى يكون له رصيد من المقدرات المعرفية التي من خلالها يستطيع أن يخاطب ويتواصل مع الآخرين، وعليه أنصح وأوصيك بأن تكون أكثر اطلاعا، وستجد إن شاء الله من خلال ذلك أنك أصبحت أكثر مقدرة على المخاطبة.
الشيء الثاني: المطلوب منك أن تقوم بإجراء نوع من التمارين الكلامية، بمعنى أن تحضر موضوعا ثم تقرأه بصوت مرتفع، وتتخيل أنك تخاطب مجموعة من الناس، ولا بأس إذا قمت بتسجيل ما تكلمت به ثم تستمع إلى نفسك، وستجد إن شاء الله أن مقدرتك أحسن مما كنت تتخيل.
كرر مثل هذه التمارين وستجد إن شاء الله أنها جيدة جدا.
الشيء الآخر هو حين تكون ذاهبا لزيارة بعض الأصدقاء عليك أن تحضر بعض المواضيع التي سوف تناقشها، أو تتحدث فيها معهم مهما كانت هذه المواضيع بسيطة وعامة.
لا أعتقد أنك تعاني من مصيبة والحمد لله، إنما هي فقط صعوبات حياتية وأمر بسيط يمكن تداركه، كما أنك بفضل الله تعالى لست بمريض نفسي، ولا أرى أن هنالك حاجة في مقابلة الطبيب النفسي، فقط عليك اتباع الإرشادات التي ذكرتها لك، وعليك أيضا أن تكون أكثر ثقة في نفسك.
أما بالنسبة لشرب الزعتر، وهل يشفي من هذه المشكلة؟ لا أعتقد أن هنالك علاقة كبيرة، وإن كان الزعتر مهدئا للنفس وللجهاز الهضمي، ولا ننكر أن فيه فائدة، ولكن لا نستطيع أن نقول إنه يعالج هذه الصعوبات في التواصل والقدرة على التعبير، إنما تعالج مثل هذه الحالات بما ذكرته لك سابقا من تمارين واطلاع وتواصل.
وبالله التوفيق.