السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة عمري ٢٥ سنة، بدأت معي منذ سنتين حالة غريبة من ضيق في الصدر وسرعة نبضات القلب، وأصبحت منذ ذلك الوقت أحس بنبضات قلبي بشدة في صدري حتى الآن، وصاحب ذلك ضيق شديد في الصدر، وقلق شديد واكتئاب، عندما أتذكر ذلك الوقت، أذكر أنه كان عندي شيء من الوسواس القهري، لكن لم أكن أعرف ذلك إلا بعد أن تطور الأمر الآن إلى وسواس قهري ديني.
قبل ذلك كان عندي نقص في فيتامين D وB12 وفقر دم، لكن الحمد لله كنت آخذ علاجات لأكثر من سنة، ورجعت العناصر إلى طبيعتها، لكن ما زلت أعاني من الاكتئاب والقلق والوسواس الذي زاد كثيرا.
عندما أتذكر حياتي في صغري، أعتقد أنه كان لدي شيء من القلق، وربما الوسواس، لكن لم يكن يؤثر على حياتي، ولم أكن أحس به ربما؛ لأني كنت قلقة طوال حياتي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إسراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية.
ضيق الصدر سببه القلق، ولا شك في ذلك؛ لأن التوتر النفسي يتحول إلى توتر عضلي، وأكثر عضلات الجسد تأثرا هي عضلات الصدر، وتسارع ضربات القلب أيضا أحد أسبابه الرئيسية قلق المخاوف والتوترات.
الوساوس كثيرا ما تكون مصاحبة للقلق وللمخاوف، لذا خلاصة الأمر أنك تعانين من قلق المخاوف الوسواسي، وأراه من درجة بسيطة، وهذا بالفعل قد يؤدي إلى عسر في المزاج.
نقص فيتامين د وفيتامين ب12 تعويضهما مهم، وذلك من أجل اكتمال الصحة عامة، لكنه ليس سببا في القلق أو الخوف أو الوساوس القهرية، هذه يجب أن تعالج علاجا تخصصيا، والقلق والوسواس والخوف يعالج من خلال تحقير فكرة الخوف، تحقير فكرة الوسواس، وعدم الخوض فيه، وعدم الانخراط فيه، وعدم تحليله؛ لأن الوسواس إذا قمنا بتحليله وتفصيله هذا يؤدي إلى إلحاح الفكرة أو الفعل الوسواسي مما يؤدي إلى الاستحواذ الكامل، أما التجاهل فهو عنصر أساسي جدا في علاج مثل حالتك هذه، أيضا ممارسة أي نوع من الرياضة، خاصة الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة، يجب أن يكون جزءا من حياتك، والاجتهاد في دراستك، وتنظيم وقتك، هذا يساعدك في التخلص من الفراغ، والإنسان حين يتخلص من الفراغ الزمني والذهني لن تجد المخاوف أو الوسوسة أو القلق طريقا إلى نفسه؛ لأنه يكون قد وجه واستهلك طاقته النفسية بصورة صحيحة، فأرجو انتهاج هذه المناهج العلاجية.
يجب أن تكثفي من تمارين الاسترخاء، هذه أحد العلاجات والوسائل السهلة جدا والمفيدة جدا، وتوجد برامج كثيرة على شبكة الإنترنت توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء، وإن قابلت طبيبا نفسيا قطعا سوف يقوم بتدريبك عليها من خلال تحويلك للأخصائية النفسية.
فقر الدم طبعا علاجه مهم جدا؛ لأن فقر الدم أيضا قد يؤدي إلى تسارع في ضربات القلب.
القلق يجب أن نحوله إلى طاقة إيجابية، وذلك من خلال الاجتهاد في الدراسة في حالتك، حسن توزيع الوقت – كما ذكرت لك – وهذا أمر مهم.
أنا أعتقد أنه سيكون من الأفضل لك أيضا أن تتناولي أحد الأدوية البسيطة جدا، المضادة لقلق المخاوف الوسواسي، أحد أفضل الأدوية عقار يسمى (سيبرالكس) واسمه العلمي (اسيتالوبرام)، يمكن تناوله بجرعة خمسة مليجرام – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – يتم تناولها لمدة عشرة أيام، ثم اجعلي الجرعة عشرة مليجرام يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسة مليجرام يوميا لمدة عشرة أيام، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة عشرة أيام أخرى، ثم توقفي عن تناول الدواء.
الدواء دواء فاعل، دواء سليم، وغير إدماني، ولا يؤثر على الهرمونات النسائية، والجرعة التي وصفناها لك جرعة صغيرة، كما أن مدة العلاج مدة قصيرة جدا، أسأل الله تعالى أن ينفعك به، وأشكرك كثيرا على الثقة في إسلام ويب.