السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
متزوج من زوجة ثانية وأكرمني الله بطفل ثان يبلغ من العمر سنة، طليقتي الأولى لدي منها طفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات ونصفا.
أعيش خارج بلدي، وأشعر بالحزن عند رؤيته لمدة ساعتين أسبوعيا فقط؛ وأشعر بالحزن لفقدانه حنان الأب، أرغب في الخروج معه، أو تعليمه رياضة معينة بدلا من الجلوس معه في مركز الرؤية، وهو مكان غير مناسب صحيا.
تحدثت مع طليقتي ورفضت. السؤال: لو امتنعت عن الذهاب والجلوس لرؤية الطفل، هل أنا مذنب؟ خاصة وأنني لا أستطيع تغيير الوضع.
شكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك –ولدنا الحبيب– في استشارات إسلام ويب.
نسأل الله تعالى أن ييسر لك الاجتماع بولدك، وأن يعينك على تربيته، وأن ينفعك بذريتك.
لا شك أن شعورك بحاجة ولدك إلى مصاحبة أبيه شعور صادق صحيح، فإن الولد يحتاج لمعاشرة أبيه والعيش معه، وذلك أمر مؤثر في تربيته، ولكن إذا فاتك القيام بهذا الدور كاملا فلا ينبغي أن تفوت ما يمكنك أن تقوم به منه، والله تعالى يقول: {فاتقوا الله ما استطعتم}، ويقول: {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها}، والرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: (إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم).
فدورك في تربية ولدك ينبغي أن يكون حاضرا ولو بالتواصل الذي ذكرته، وهذا بلا شك ولا ريب خير وأنفع وأعظم من قطع التواصل به جملة واحدة.
واستعن بالله تعالى، واصبر على ما ينتابك من مشاعر الحزن عندما ترى ولدك، واسع بما تستطيعه من الأسباب والأدوات في إدخال السرور إليه والقيام بما يحتاجه، استعن بالله تعالى على ذلك، وأكثر من دعائه أن يسهل لك الأمر ويوفقك إليه، واحمد الله تعالى أنك لا تزال تقدر على أن تقدم لولدك ما يحتاج إليه، وحاول أن تحسن علاقتك به وبأمه، فالإحسان إلى النفوس سبب أكيد في تقريبها، فإحسانك لأمه قد يسهل لك الطريق في الوصول إلى ما ترجوه وتأمله من هذا الولد.
أما ما ذكرته بأنه هل عليك ذنب إذا قطعت رؤية هذا الولد؟ فالجواب نعم لأن صلة الأرحام واجبة، والولد له حقوق على والده، فإذا قطعته بالجملة فهذا أمر لا يجوز لك، هذا إذا كنت تقصد قطع التواصل به جملة واحدة، أما إذا أردت قطع المشاهدة فقط والرؤية مع دوام التواصل والقيام بحقوق ولدك؛ فهنا قد يخف الأمر، وتخرج من الإثم، لأنك لم تقطع الرحم، ولكنه بلا شك سيفوت كثيرا من المنافع والفوائد التي يأخذها هذا الولد منك بالمشاهدة والرؤية، فاحرص على الدوام على ما أنت عليه، وحاول الزيادة منه بقدر استطاعتك وطاقتك، وسيوفقك الله تعالى لما فيه الخير.
نسأل الله تعالى أن يتولى عونك.