أعاني من أرق واكتئاب، فما هو الدواء الذي تنصحوني به؟

0 35

السؤال

السلام عليكم.

أنا متزوجة، وعندي طفلين أعمارهم ست سنوات وثلاث سنوات، أصابني قبل ثلاثة أشهر تقريبا حمى وزكام والتهاب في الحلق، ومن ثم لم أستطع النوم، وأصبت بأرق وقلق واكتئاب، وكنت أشرب حبوب منع الحمل (NOVYNETTE) بشكل غير منتظم لمدة سبعة أشهر، وقد أصبت باكتئاب بعد الولادة مرتين (ولادة قيصرية)، وكنت أعاني لمدة شهرين أو ثلاثة من الأرق، فأضطر لشرب دواء ابروزولام لمدة عشرة أيام أو أكثر بقليل، والحمد لله أرجع إلى طبيعتي.

حاليا امتنعت عن ابروزولام؛ لأن نصف جرام بعد اليوم الثالث لم يعد يؤثر بي، كما أني أتناول الآن mirtazapine15 تقريبا لمدة شهر ونصف، إلى الآن جودة النوم لم تتحسن، وضربات قلبي متسارعة، وللعلم لقد جربت عدة أدوية خلال هذه الفترة.

الرجاء مساعدتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يسرى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

طبعا الاكتئاب النفسي – خاصة اكتئاب ما بعد الولادة – قد يؤدي إلى عسر مزاجي، وقد يؤدي إلى اضطرابات في النوم، وأفضل علاج لهذا النوع من الاكتئاب هو أن ينتهج الإنسان منهج حياتي إيجابي، وأقصد بذلك:

- أن تحسني إدارة وقتك.
- أن تتجنبي السهر، تحرصي على النوم الليلي المبكر، وتستيقظي مبكرا، وبعد صلاة الفجر يمكن أن تقومي بالكثير من الأعمال المنزلية.
- اجعلي الرياضة جزءا من حياتك، أي نوع من الرياضة تناسب المرأة المسلمة.
- تجنبي تناول محتويات الكافيين بعد الساعة السادسة مساء، وهذا يعني: يجب ألا تتناولي الشاي ولا القهوة ولا أي شيء من هذا القبيل.
- احرصي على تطبيق تمارين الاسترخاء، (تمارين التنفس التدرجي) لها قيمة علاجية كبيرة جدا في إزالة القلق ولتحسين المزاج، وكذلك لتحسين النوم. توجد برامج كثيرة على اليوتيوب يمكنك الاستفادة منها للتعلم وللتدرب على كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء. فائدتها رائعة جدا.

بالنسبة للعلاج الدوائي: الـ (ميرتازبين Mirtazapine) دواء ممتاز جدا، يحسن النوم، كما أنه في الأصل مضاد للقلق وللاكتئاب النفسي، وجرعة 15 مليجرام أراها جرعة جيدة، جرعة ذات فائدة إن شاء الله تعالى بالنسبة لك، ويمكن أن تدعميه بعقار آخر وهو الـ (كويتيابين Quetiapine) والذي يعرف تجاريا (سوركويل Seroquel) وربما تجدينه في بلادكم تحت مسمى تجاري آخر، تناوليه بجرعة خمسة وعشرين مليجراما ليلا، لأي مدة ترينها، فهو محسن للنوم بصفة جيدة جدا.

وإذا لم يتحسن النوم لديك بعد ذلك توقفي عن الكويتيابين واستبدليه بعقار آخر يسمى (ترازودون Trazodone) بجرعة خمسين إلى مائة مليجرام ليلا، وذلك بجانب الميرتازبين.

فهذه هي الأسس والطرق العلاجية، وأنا أعتقد أن من أهم الأشياء: تثبيت وقت النوم، الساعة البيولوجية لتنتظم انتظاما جيدا إذا ثبت الإنسان وقت نومه، فإن شاء الله هذا يؤدي إلى تغيير إيجابي جدا في حياتك، ولديك أشياء جميلة وطيبة في حياتك (الأسرة، الذرية) هذه كلها أشياء إيجابية وممتازة.

احرصي في العبادات، احرصي على تلاوة القرآن، على صلة الرحم، هذه كلها تهزم الاكتئاب النفسي، وتؤدي إلى تأهيل إيجابي، وينتج عن ذلك ارتقاء كامل بالصحة النفسية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات