السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تقدم لي شاب متدين جدا، إلا أنه الوحيد المتدين في عائلته، وله خمسة إخوة بعضهم معتنقون للفكر الشيوعي والنصف الآخر مدمنو خمر ومتطاولون على الدين، إلا أنهم لا يتدخلون في تدين أخيهم، وهو من تقدم لي، ولكنه كما ذكرت يعيش معهم في بناء واحد، إلا أن لكل واحد منهم بيتا خاصا به، ولكن الاحتكاك معهم سيكون بشكل يومي، وكذلك عملهم واحد، فهل أقبل به، علما أنه متدين جدا كما ذكرت لكم ولا يفارق المسجد؟ ولكنني أخشى من العيش مع إخوته رغم أنهم لا يؤثرون عليه أبدا، وهو رافض في قرارة نفسه لما هم عليه، إلا أنه لا يملك حيلة لتغييرهم، وبالمقابل هم عائلة سعيدة متماسكة، أي: أني لن أستطيع أن أسحبه من بينهم إلى عالمي؛ لأنه متعلق بهم جدا بما أنه الأصغر، إلا أن هذا لا يعني أنهم يؤثرون عليه في أمر الدين؛ لأنه تدين برغبة قوية وبإرادة كاملة رغم كل المعوقات التي واجهته في البداية.
ماذا أن أفعل؟ علما أني مثله متدينة بمفردي في عائلتي، إلا أن عائلتي محافظة ويحترمون الدين ويؤدون الفرائض، ولكن لهم بعض الاعتراض على مسائل كالحجاب وما إلى ذلك.
هل أؤاخذه بذنب أهله وأرفضه، أم أقبل به وأتحمل معه ظروف حياته معهم؟
أرجو أن أسمع من فضيلتكم رأيا يريحني، وقد استخرت الله، وبقي لي استشارتكم، وجزاكم الله عني كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الكريمة المباركة / مجد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يثبتك على الحق، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يوفقك لاتخاذ القرار المناسب بشأن هذا الأخ المتقدم إليك، وأن يجعل لك من لدنه وليا ونصيرا، وأن يبصرك بالصواب.
وبخصوص ما ورد برسالتك بشأن هذا الأخ الملتزم: فأرى أن تتوكلي على الله وتقبلي به زوجا لك؛ لأن الدين لا يقدر بثمن ويهون من أجله كل شيء، وأما عن تخوفاتك فأرى أن بها قدرا كبيرا من المبالغة ولا داعي لهذه الحيطة الزائدة، فما دام الأخ يفهم دينه بطريقة صحيحة وليس مجرد شخص متعاطف مع الإسلام، فإنه سيكون قادرا على حمايتك وحماية أسرته، بل لعله بمساعدتك له يتمكن من دعوة إخوانه إلى الالتزام والاستقامة على الدين، ونبذ هذه الأفكار المنحرفة وتلك المحرمات كشرب الخمور وغيرها، فلقد كانت السيدة خديجة رضي الله عنها خير عون لرسوله الله صلى الله عليه وسلم على مواجهة صعوبات الدعوة وإعطائه الرسائل الإيجابية المقوية لعزيمته صلى الله عليه وسلم، حتى استطاع أن يصمد في وجه تيارات الكفر المتلاطمة ويخرج أمة عظيمة هي أمة الإسلام، والتي شرفت أنت بالانتماء إليها، واعلمي ابنتي الكريمة مجد أن وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة أيضا، فما دمت فاهمة لدينك مدركة لمسؤوليتك الشرعية تجاه زوجك خاصة والمسلمين جميعا عامة، فإنك سوف تنجحين كذلك في دعوة زوجات وأولاد أخواته إلى الإسلام الحق.
فاحرصي على أن تضعي يدك في يد هذا الشاب، وأكثري من الاطلاع على كتب الدعوة وفنونها، واعتبريها معركة لابد وأن تكسبيها لصالح الإسلام، ومن يدخل معركة لابد وأن يستعد لها، وبدلا من أن تساورك المخاوف من قدرة إخوانه على التأثير عليه مستقبلا لم لا تفكري في طريقة لغزوهم وإظهار فساد ما هم عليه، وبالتالي أخذهم جميعا معك إلى الالتزام الصحيح والعودة إلى حظيرة الإسلام، وأنا واثق من قدرتك على ذلك بعد استعانتك بالله تعالى، فتزوجي سريعا وابدئي الدعوة من أول يوم، والله الموفق.