السؤال
السلام عليكم
ابن أخي بعمره 11 سنة، وعانى منذ فترة من تساقط الشعر في مناطق متفرقة من شعره، مما كون له فراغات واضحة، فما الأسباب المحتملة لذلك؟ وكيف يتم معالجتها؟
هذا المرض صار سببا لتعرضه للمضايقة من قبل زملائه بالمدرسة، لدرجة أنه كره الذهاب للمدرسة, فكيف نشجعه على التغلب على مثل هذا التنمر؟ وكيف يتعامل مع أقرانه؟
كما أنه لي أخ آخر في عمر 17 سنة، تعلم التدخين من رفقائه في المدرسة، ونصحت له كثيرا ليتركه، وكذلك والده، حيث حاول نصحه وأظهر لنا أنه مقتنع، ولكن تبين أنه لم يقلع عن التدخين, فكيف نتعامل معه؟ كما أود معرفة كيف يمكن أن يكون الناصح ناصحا جيدا ومقنعا؟ وبارك الله فيكم.
كذلك أخي الثالث يعمل في شركة بترول في حقل بالصحراء، وحالته ميسورة، ولكنه بخيل ويشتري لعائلته الضروري فقط،، وسيارته مستهلكة وقديمة، ومؤخرا تحصل على عمل آخر بشركة أخرى وبالصحراء أيضا, فأصبح يبقى مع عائلته أسبوعا أو أقل فقط كل شهر، فما النصيحة التي يمكنكم أن تقدموها له؟
وبارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ibrahim حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك – أيها الأخ الكريم – في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص وهذه الأسئلة المتميزة، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يجعلك من الناصحين المصلحين.
بالنسبة للنقطة الأولى: معاناة هذا الشاب الصغير من تساقط الشعر:
أرجو ألا تأخذ أكبر من حجمها، فالإنسان ينبغي أن يضع هذه الأمور في موضعها الصحيح، وإذا كان هذا الأمر يزعجه فإن عليه أن يذهب إلى الجهات الطبية والجهات الصحية، وننصحه بعدم الانزعاج؛ لأن الانزعاج الزائد والتوتر الزائد له علاقة بهذا الذي يحدث، ثم عليه ألا يلتفت إلى الآخرين، فكل إنسان فيه نقائص وفيه عيوب، يظهر بعضها ويختفي بعضها، والعاقل يعرف من نفسه مواطن النعم والخير، فإذا عرفها وأدى شكرها نال بشكره لربه المزيد.
ننصحه بأن لا يهتم بما يحدث من الزملاء، وهم بلا شك جهلاء، ويتجنب التأثر بكلامهم، وعليه أن يدرك أن هناك الكثير من العظماء والعباقرة ليس لهم شعر، وما نقص ذلك من حظهم شيئا في الحياة وفي النجاحات، فعليه ألا يغتم أو يهتم، لأن الشباب والأقران إذا علموا أنه يغتم أو يحزن زادوا عليه وتطاولوا عليه واتخذوه وسيلة للعب والتضييق عليه، ولكن إذا شعروا أنه لا يبالي فإنهم سرعان ما يتوقفون عن هذا الأمر الذي لا ذنب له فيه، ولا يعتبر خللا، والمرض ليس عيبا، وعلى كل حال لو اعتبرنا هذا مرضا فإن له علاجا إن شاء الله تبارك وتعالى.
بالنسبة للنقطة الثانية وهو الشاب الذي عمره سبع عشرة سنة وتعلم التدخين: فإن هذه من الآفات الكبيرة، والحمد لله أنكم تنصحون له، وأظهر لكم أنه يقتنع؛ فما عليكم إلا المتابعة والدعاء له، وأيضا البحث عن أصدقاء صالحين ليكونوا عونا له، فإن الشاب في هذه المرحلة يتأثر بأصدقائه وبمن حوله، ولذلك أرجو أن نشجع ما عنده من إيجابيات، ونبين له حرمة التدخين وخطورته على صحته وحياته ومستقبله، فالتدخين مضر بالصحة، ومضر للمال، ومضر لتواصل الإنسان الاجتماعي، يسبب الأذى لمن حوله، وهو قبل ذلك محرم من الناحية الشرعية، لأنه سبب للأذية وللشر، والله يقول: {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة}، سبب للضرر والضرار، والنبي يقول: (لا ضرر ولا ضرار)، بل سبب لقتل النفس، والله يقول: {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما}.
مع البيان ومع التذكير والاستمرار والتشجيع إن شاء الله يتخلص من هذه الآفة والمصيبة.
الاستشارة الأخيرة أو النقطة الأخيرة: بالنسبة للأخ الذي يعمل في حقول البترول في الصحراء وحالته ميسورة، غير أنه عنده شيء من البخل، يقصر في شأن عائلته: نتمنى أن تذكروه بأهمية أن يبذل من أجل عائلته، وأنه حتى من الناحية الشرعية أفضل دينار هو الدينار الذي ينفقه الإنسان على أهله، وأنه يؤجر على هذه النفقة، والأمر كما قال عمر: (إذا وسع الله عليكم فوسعوا).
عليه أن يعلم أنه من الشر أن يجمع على أهله البخل بالمال والبخل بالعواطف أو الحضور معهم، وكثير من الناس إذا شعر أنه يتغير فإنه لا يقصر في الجانب الآخر، والحقيقة الإنسان مطالب ألا يبخل على أهله بعواطفه ولا باهتمامه ولا بأمواله، والبخيل بعيد من الناس بعيد من الله، والكريم حبيب إلى الناس قريب من الله تبارك وتعالى.
أرجو أن تصله النصيحة بالطريقة الرائعة، كما أرجو من أسرته أن تمدح أي درهم ينفقه، وتثني عليه، وتحاول أيضا أن تأخذ هذه الأموال إلى حيث الفائدة للعائلة وللأسرة.
كذلك ينبغي أيضا إذا وجدنا الأموال أن يكون الصرف معتدلا، فكما أن البخل مرفوض كذلك الإسراف والتبذير أيضا مرفوض في هذه الشريعة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يهدينا جميعا للخير، وأن يوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه.