السؤال
أنا مخطوبة منذ أكثر من سنة لشخص لم يسبق معرفتي به من قبل نهائيا، وهو إنسان محترم، وكريم وجيد من جميع النواحي، ولكن نعاني من كثرة الخلافات والخصام على أبسط الأسباب والخصام ممكن يستمر أسابيع.
مع العلم أني لا أطيق الخصام، وحاولت تغيير هذا الأسلوب ولكن هذا طبعه، كما أعاني معه من قلة اهتمامه، ودائما ما يتهمني بالكذب على أصغر وأتفه المواقف حتى لو حلفت، رغم أن الكذب ليس من طبعي نهائيا - والحمدلله - ولم يحدث أي موقف يثبت فيه كذبي، حاولت انهاء العلاقة مرتين مسبقا، ولكنه كان بيصر علي عدم تركي بحجة حبه لي.
ملحوظة: هو يتعامل بأسلوب محترم وجيد جدا في الوقت العادي، ولكن سريعا ما يخلق مشكلة وخصام وأوقات الخصام تدوم أطول من وقت الصفا.
سؤالي: هل هذا الشخص يصلح للحياة الزوجية المستقرة، وهل أكمل هذا الزواج ؟
أرجو الرد.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ hala73 حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا ابنتنا الكريمة في استشارات إسلام ويب.
أولا: نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به، ويرزقك الزوج الصالح الذي تقر به عينك وتسكن إليه نفسك.
ثانيا: نوصيك – ابنتنا الكريمة – بأن تكوني موضوعية في تقويمك لخاطبك، وأن تنظري إلى الجوانب الإيجابية فيه وتقارنيها بإنصاف وعدل مع الجوانب السلبية حتى تصلي إلى قرار صحيح في شأن التزوج به أو رفضه، ومما يعينك على اتخاذ هذا القرار الصائب الصحيح أن تتذكري أن الإنسان لا يخلو من عيوب، وكما قال الشاعر العربي:
ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها ... كفى المرء نبلا أن تعد معايبه
فليس هناك أحد ترضى جميع أخلاقه ويسلم من النقائص والعيوب، ولو قرر الإنسان أن يترك كل من وجد فيه عيبا فإنه لن يجد شخصا سالما من عيب.
ولهذا نستطيع أن نقول لك: إذا كان هذا الخاطب بالأوصاف التي ذكرتها من كونه إنسانا كريما وجيدا من جميع النواحي، ولكن يبقى فقط فيه أنكم تختلفون لأبسط الأسباب، نستطيع أن نقول لك: إن نصيحتنا لك ألا تتركيه لمجرد هذا السبب، فإنه بإمكانك أن تتغلبي على هذا الإشكال، وذلك بمعرفة ما يغضب زوجك، وتجتهدي في تجنبه ما استطعت إلى ذلك سبيلا، وهذا أمر ممكن ليس صعبا، وإذا حصل خلاف بعد ذلك في بعض الأحيان فهذا شأن لا يخلو منه بيت من البيوت.
هذه نصيحتنا التي نستطيع أن ننصحك بها، ولكن مع ذلك نوصيك باستخارة الله تعالى قبل أن تتخذي القرار ومشاورة العقلاء من أهلك، والنظر في فرص الزواج، حين تقررين ترك هذا الشاب ينبغي ألا تنسي النظر في فرص الزواج الممكنة، إذ ربما تقررين ترك ما بيدك ثم لا تجدي بديلا، لهذا ننصحك بالتريث والتروي قبل اتخاذ القرار بفسخ الخطبة وترك هذا الخاطب.
نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان.