السؤال
السلام عليكم.
أنا متزوجة منذ قرابة ١٠ أشهر، وأسكن بعيدا عن أهلي، أذهب لزيارتهم وأجلس عندهم قرابة الأسبوع كل شهرين أو ثلاثة، المشكلة تبدأ عندما أعود للمنزل، بعد يومين أو في نفس اليوم تنتابني حالة من الرغبة الدائمة بالبكاء، وانقطاع في الشهية، وفي الصباح تكون أطرافي باردة ولا رغبة لي بالنهوض من السرير، وتنتابني أفكار سوداوية وقلق، وأتذكر دائما أهلي وجلساتي معهم، وأشعر أن الأيام السعيدة قد ذهبت، ولا رغبة لي بفعل أي شيء، مع الأسف هذه الحالة أحيانا تطول وأحيانا لا!
أصبحت أكره الذهاب إلى أهلي؛ لأني سأعاني بعد الزيارة، هل هذا يحدث مع الناس أم معي فقط؟ وأريد دواء يساعدني عدا السبرالكس ولا يؤثر على الحمل، أنا لست حاملا، لكننا نخطط للحمل بالفترة المقبلة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جنة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، أسأل الله تعالى لك الصحة والعافية.
ليس لديك حالة مرضية حقيقية، أعتقد أن الأمر كله يتعلق بما يمكن أن نسميه بـ (عدم القدرة على التكيف)، وأنت متزوجة من قرابة عشرة أشهر، والذي يظهر لي أن ارتباطاتك الوجدانية التي تعودت عليها مع الأسرة لا زالت قوية وصلبة، ومن ناحية أخرى: يجب أن تفكري أنك ذاهبة إلى منزل الزوجية، ويجب أن تكوني فرحة بذلك. الفكر السلبي غير المنطقي يجب ألا نقبله.
لا أريدك أن تكوني نمطية، يعني: عدم الارتياح الذي يحدث لك حين الرجوع إلى منزل الزوجية يجب ألا تفكري فيه بصورة نمطية، أي أن هذا الأمر سوف يتكرر في جميع المرات، لا، على العكس تماما، أسقطي على نفسك أفكارا جميلة حين تكونين عائدة من منزل أهلك إلى منزل زوجك، أنك ذاهبة إلى منزل زوجك، وإن شاء الله سوف تقضي لحظات طيبة مع الزوج، وحاولي أن تشغلي نفسك بأشياء مفيدة، ويجب ألا يكون ارتباطك بأهلك ارتباطا مرضيا، بمعنى أنك تحسين بعدم الارتياح حين تأتين إلى منزل الزوج، لا.
أعتقد أن الأمر كله مرتبط بما نسمه بـ (عدم القدرة على التكيف)، وهذا يغير من خلال تغيير الأفكار، وتغيير المفاهيم، ويجب أن تسعدي نفسك، وتسعدي زوجك، ويجب أن تحصني نفسك، وعليك بالأذكار والصلاة في وقتها.
وحين ترجعين من منزل الأهل إلى منزل الزوج يجب أن تحملي أفكارا إيجابية عن الحياة الزوجية، يجب أن تكون لك خطط عن الأشياء التي يجب أن تقومي بها، نوع من إعداد الطعام بصورة مختلفة عما مضى، طبخ شيء جديد، أي شيء، فكري هكذا؛ إدخال الأشياء الجديدة في حياتنا حتى وإن كانت بسيطة تجعلنا أكثر تكيفا وتواؤما.
أنا لا أراك محتاجة لأي علاج دوائي، وأنت حقيقة لست مريضة أبدا، فأرجو أن تغيري مفاهيمك، وتقبلي حياتك الزوجية على أسس جديدة وطيبة وإيجابية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.