السؤال
منذ شهر مارس الماضي أصبت بحالة هلع بعد سماع خبر مزعج فتبدلت أحوالي من النقيض للنقيض، وأصبت بفقدان شهية وفقدان الشغف والرغبة في كل شيء، وأصبح الخوف يسيطر على كل حياتي، ثم تطور معي إلى خوف من المرض والموت والإحساس بقرب أجلي، ثم أصبت بميكروب والتهابات في المعدة، وقولون عصبي، ذهبت إلى طبيب أعطاني بعض أدوية لعلاج المعدة والقولون، وأيضا حبوب تيريبتيزول وريلاكسولام لعلاج الحالة النفسية، ولكني مازلت أعاني من القولون، والأرق، والخوف، فهل لديكم نصائح لي كي أرتاح من معاناتي؟
ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ن ع حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية.
يظهر أنه لديك درجة بسيطة إلى متوسطة من قلق المخاوف، وقلق المخاوف دائما يسبق حالات الهلع، وكثيرا ما يكون مصحوبا بأعراض نفسوجسدية، يعني: اضطرابات القولون العصبي وكل الأعراض الجسدية الأخرى يمكن تفسيرها على أساس أن القلق الداخلي هو المحرك لها.
أما موضوع الخوف من المرض والخوف من الموت فهي من المخاوف الشائعة جدا، ونحن دائما نقول للناس أنه لن يصيبكم إلا ما كتب الله لكم، الخوف من الموت يجب أن يكون خوفا شرعيا وليس خوفا مرضيا، نحقر الخوف المرضي، ونؤمن بالخوف الشرعي، ونسعى لما بعد الموت، ونعيش الحياة بقوة وإيجابية.
ونصائحي لك هي: أن تحسن إدارة الوقت، أن تتجنب الفراغ، وأن تكون شخصا ذو كفاءة اجتماعية عالية، لا تتخلف عن واجب اجتماعي أبدا. احرص على القراءة وعلى الاطلاع، واحرص على إجادة العمل، ولا بد أن يكون لك عمل، العمل أحد مؤهلات الناس الحقيقية، وأد صلواتك في وقتها، وصل رحمك، وانظر للمستقبل بتفاؤل، والرياضة يجب أن تكون جزءا رئيسيا في حياتك أيها الفاضل الكريم.
أما بالنسبة للعلاج الدوائي: فالـ (تربتزول) بالرغم من أنه دواء قديم لكن جيد، غالبا الطبيب بدأ معك بجرعة خمسة وعشرين مليجراما، اجعلها خمسين مليجراما ليلا، ربما تشعر بشيء من الجفاف البسيط في الحلق، أو ثقل في العينين، لكن هذا يختفي إن شاء الله تعالى.
استمر على جرعة الخمسين مليجراما يوميا لمدة شهر، ثم اجعلها خمسة وعشرين مليجراما يوميا ليلا لمدة شهرين، ثم اجعلها عشرة مليجرام ليلا لمدة شهر، ثم توقف عن تناول التربتزول.
والدواء الآخر دواء يعرف (سولبرايد) هذا هو اسمه العلمي، ويسمى تجاريا (دوجماتيل)، من الأدوية الرائعة جدا لعلاج القلق والتوترات والأعراض النفسوجسدية.
جرعة الدوجماتيل هي: خمسين مليجراما صباحا ومساء لمدة شهر، ثم خمسين مليجراما صباحا لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.