السؤال
السلام عليكم.
شاب متقدم لخطبة أختي، ولكن له أخ سيء السمعة، علما بأن هذا الشاب بعد السؤال عليه وجد أنه حسن السمعة، ولكن أهله عند مقابلتهم أظهروا بعض السلوك غير اللائق، كيف نأخذ القرار بالموافقة عليه أو رفضه مع تخوفنا من سلوك أهله وسمعه أخيه؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ معتمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك ابننا الفاضل في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يقدر لكم الخير، وأن يعين أختك على حسن الاختيار، وأن يعينكم على القيام بدوركم في التحري والبحث، فهذا هو دور الأولياء، وأن يلهمكم السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
طبعا إذا كان الشاب صاحب دين وحسن السمعة ووجدت الأخت في نفسها ميلا إليه؛ فإنه ما ينبغي أن يحاسب بجريرة أخيه، أو بسوء استقبال أهله لكم، مع أننا نؤكد المرة بعد الأخرى من ضرورة أن توسعوا دائرة السؤال ودائرة البحث، وأن تقفوا مع هذه الشخصية التي هي حسنة السمعة في بيت ربما فيه بعض الإشكالات، لأن الإنسان إذا كانت عنده قناعات وهو راسخ القدم في الخير فإنه لن يتضرر ولن يتأثر بسلوك الآخرين، وقد يصعب علينا أن نجد شابا لا عيب في إخوانه ولا عيب في أخواله ولا عيب في أسرته، فالنقص يطاردنا نحن معشر البشر رجالا ونساء.
ولذلك أرجو أن تعيدوا البحث والسؤال، وأيضا يكون للأخت كذلك وجهة نظر في هذا الشاب، فإن وجدت ميلا وانشراحا، ووجدتم استقرارا في السمعة الحسنة، ووجدتم كذلك تفسيرا وتبريرا لهذا الموقف الذي حصل من أهله؛ فإن هذه من الأمور التي تعينكم على حسن الاختيار.
أيضا لا بد أن ننظر في جانب آخر وهو عمر هذه البنت -التي هي الأخت- والفرص المتاحة أمامها، والشباب الذين يتوقع منهم أن يطرقوا الباب -يعني كأهل المنطقة والأهل- ومقارنة هؤلاء بالشاب المتقدم؛ لأن الإنسان الذي فيه تميز نحن لا نريد أن نفرط فيه أو نضيع الفرصة.
ولذلك مرة أخرى عليكم بالدعاء، ومزيد من البحث والسؤال، ومعرفة رأي الأخت، والنظر في عواقب الأمور ومآلاتها في حال الرفض أو القبول، ثم بعد ذلك اتخاذ القرار الصحيح، ونجد في أنفسنا ميلا إلى القبول به، إذا كان حسن السمعة في نفسه، بعد أن نتأكد أنه لا يتأثر كثيرا بأهله، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، ونذكر بقول الله: {ولا تكسب كل نفس إلا عليها، ولا تزر وازرة وزر أخرى}.