لا أستطيع الصبر والاستقرار على قرار واحد!

0 36

السؤال

السلام عليكم

إخواني أنا مقبل على دراسة، والآن أنا أريد أن أتعلم لغات أجنبية، لكن المشكلة هي أنني عندما أتخذ أي قرار لا أستمر عليه أكثر من أسبوعين، اتخذت قرارت كثيرة في حياتي لتطوير نفسي، لكن لا أستمر وأتركها حتى أصابني الكسل، وكلما أريد أن أتخذ قرارا أقول لنفسي: لن أفعله.

علما أنني أثق بنفسي، وأنني قادر على أن أفعل أي شيء، لكن ليس لدي الصبر، حتى إني أردت حفظ القرآن الكريم كاملا، لكن للأسف تركته، والمشكلة الثانية هي عندما أترك شيئا أفعل عكسه، مثلا أردت المحافظة على الصلاة في الصف الأول في المسجد واستمررت ثم انقطعت عن الصلاة بالكامل، ثم عدت لكني متكاسل، والعياذ بالله.

كنت أتصدق فانقطعت عن الصدقة فصرت بخيلا حتى إني أتمسك بالأموال، وهكذا أفعل العكس، وأنا خائف على مستقبلي وعلى آخرتي عند موتي والبعث.

أريد نصيحة ودعوة منكم، ومن الذين يقرؤون هذه الاستشارة.

أعلم أني لا أستطيع أن أوصل الفكرة لكن إن شاء الله وصلت لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ omer حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، ونسأل الله أن يعينك على الثبات والاستقرار، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يهديك لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو.

لا يخفى عليك – ابننا الكريم – أن الإنسان في نزاع مع عدوه الشيطان، ومع نفس أمارة بالسوء، ولكن بالاستعانة بالله والثقة بما عند الله، والرغبة في ثوابه وجنته ورضاه ينتصر الإنسان على نوازع الشر، واعلم أن الشيطان تعهد بأن يقعد لبني آدم صراط الله المستقيم، قال: {لأقعدن لهم صراطك المستقيم}، فالشيطان أصلا لا يأتي إلا من يريد أن يصلي أو يتصدق أو يفعل الخير والطاعات.

اعلم أن فلاحنا وسعادتنا في مخالفة عدونا، الذي أخبرنا الله بعداوته فقال: {إن الشيطان لكم عدو}، ما هو المطلوب يا رب؟ {فاتخذوه عدوا}، وعداوة الشيطان إنما تكون بمخالفته.

تعوذ بالله من العجز والكسل، لأن العجز نقص في التخطيط، والكسل نقص في التنفيذ، وهذا إعجاز من أدعية النبي وكلامه عليه صلاة الله وسلامه. ثم عليك بكثرة الدعاء واللجوء إلى الله تبارك وتعالى.

ننصحك كذلك بمصاحبة الأخيار فإنهم عون على الطاعات، كذلك أيضا ننصحك بأن تكلف من العمل ما تطيق، لا تكلف نفسك أعمالا فوق طاقتك، فإن الإنسان ينبغي أن يسير سيرا معتدلا، وطبعا شريطة أن يؤدي الفرائض، فالفرائض لا مجال في التهاون فيها، أما ما عدا ذلك فينبغي للإنسان أن يتخذ السبيل الذي يستطيع أن يستقر عليه ويستمر، (فإن المنبت لا أرضا قطع، ولا ظهرا أبقى).

تعوذ بالله من شيطان يريد لك الشر، فإذا تركت الخير فلا تفعل عكسه، ولا تقع فيما يضاده من الأعمال التي لا ترضي الله تعالى، فإن الإنسان إذا ترك الخير يوشك أن يعود إلى الخير، أما أن يترك الخير ويفعل عكسه من الشر فهذا ما لا نريده لك، ونسأل الله أن يعينك على الخير، ونوصيك بطلب العلم الشرعي، وبالتواصل مع من يحضرك من العلماء والدعاة، حتى يكونوا عونا لك على الثبات على الخير.

لا تنزعج مما يحصل، فإننا في صراع، والمؤمن في صراع، ولذلك الفلاح في أن ينتصر الإنسان على هواه، يوفق الإنسان فيعاند شيطانه، يرغب الإنسان فيما عند الله فيفعل ما يرضيه.

نحن نؤكد أن مجرد فكرة السؤال دليل على أنك تريد الخير، وعلى أنك ترغب في إصلاح هذا الوضع، وهكذا نعتقد أننا فهمنا الفكرة ووصلت، ولذلك أرجو أن تجد على الخير أعوانا، ومما يعينك على ذلك العلم الشرعي، فالفقيه أشد على الشيطان من ألف عابد، ثم اطلب مساعدة الوالدين والدعاء منهم لك بالثبات.

ونسأل الله لنا ولك الهداية والتوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات