السؤال
السلام عليكم.
أود أن أطرح عليكم بعض العقبات والصعاب التي أواجهها في شخصيتي، وأتمنى أن تساعدوني في حل هذه المشكلة.
الحمد لله فقد تحسنت كثيرا عن ما سبق، لكن عندي الآن بعض المشاكل والسلبيات التي لست راضيا عنها في شخصيتي، مثلا أنا سريع الانفعال، ولا أعرف كيف أدخر وأوفر نقودي من أجل المستقبل، أحيانا أصف نفسي بالمستهتر، وعندي مشكلة في الدراسة فأنا قد جربت أن أعمل وأدرس في عدة مجالات مختلفة وفشلت، ماذا أفعل؟ وكيف أحسن قدراتي على الدراسة والحفظ والفهم!؟
أنا -للأسف- من المدمنين على العادة السرية، وحاولت الإقلاع عنها كثيرا، إلا أنني أعود إليها، طبقت عدة طرق وحاولت كثيرا لكن والله دون جدوى، أتركها فترة ولكن أحيانا أحس بضغط كبير فأفعلها، والله أنا على دراية بعظم وقباحة هذه العادة، وأدعو الله دائما أن يخلصني منها!
أنا طيب القلب كثيرا حتى أحيانا أشعر بأن من حولي يستهزئون بي لطيبة قلبي، الحمد لله أنا من المداومين على الصلاة والأذكار وقيام الليل عندما أكون مستيقظا، عندي أيضا مشكلة السهر، فلا أستطيع أن أنظم وقت النوم أبدا.
أود كثيرا أن أغير من شخصيتي لأكون شخصا حكيما، أعرف كيف أتصرف وأواجه صعوبات الحياة بمفردي، ومنذ عدة شهور أيضا أصبحت أحس بثقل وكسل شديد كلما قمت للصلاة، ولا أدري ما السبب؟ أفيدوني وادعو الله لي بالهداية.
وجزاكم الله خيرا كثيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك التواصل المستمر، ونحيي هذا السؤال الذي تعرض فيه بعض العقبات، وهذا دليل على أنك تسير إلى الأمام، فإن الذي يقف مكانه لا تواجهه العقبات، وأرجو أن نبدأ معك بالتأكيد على المواظبة على الصلاة والأذكار، فإنها مفتاح للخيرات وفيها العلاج في البعد عن تلك العادة السيئة التي لها علاقة بالتشويش الذي يحدث معك.
أما طيبة القلب فنتمنى أن تستمر عليها، ولا تترك أخلاقك الجميلة لأجل الناس، فافعل ما يرضي رب الناس ولا تبال بما حدث بعد ذلك، وتخلص من مشكلة السهر، فإن الساعة في الليل لا تكافئها ولا تساويها في الفائدة الساعات من النهار، والله جعل الليل لباسا وثباتا، ونظم وقت نومك ووقت مذاكرتك، واختر المهارات التي تستطيعها والعلوم التي تجد ميلا إليها، واستعن بعد الله في ذلك بمدرسين يعرفون ما عندك من القدرات، فالإنسان إذا أراد أن يدرس شيئا ينبغي أن يعرض ما عنده على أهل الاختصاص، فإن هذا يقصر له الطريق.
وكونك غير راض عن شخصيتك فهذا مفتاح للتقدم، أما سرعة الانفعال فاستعن بالله تبارك وتعالى، واسأله أن يعينك على السيطرة على نفسك، لأن الذي يقهر نفسه أعظم من الذي يفتح مدينة، وإذا وجدت ما يغضبك فتعوذ بالله من الشيطان، واذكر الرحمن، وأمسك اللسان، واهجر المكان، وهدئ الأركان، فإن كان الغضب شديدا فتوضأ، فإن كان الغضب لم يزل بعد ذلك فصلي لله، الذي يقول: {ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون} ما هو العلاج يا رب؟ {فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين}.
واحرص على أن تحتفظ بما عندك من أموال، فإن الإنسان ينبغي أن يحسن التدبير في أمواله حتى لا يحتاج إلى غيره، وثق بأن البعد عن المعاصي -بعد الاستعانة بالله- من أهم ما يعين الإنسان على الحفظ وعلى الفهم، قال الشافعي:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي ... فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأنبأني بأن العلم نور ... ونور الله لا يهدى لعاص
وكان ابن مسعود يقول: (كنا نحدث أن الخطيئة تنسي العلم)، فنسأل الله أن يعينك على الخير، وأرجو أن يتحول الكسل في شأن الصلاة إلى نشاط، فإذا جاءك الكسل فتذكر أنه من الشيطان، وتذكر أن الكسل صفة المنافقين الذين إذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى، وأنت -ولله الحمد- ستفر من النفاق بمواظبتك على ذكر الله وبحرصك على الصلاة.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والثبات والهداية.