الوسواس القهري وعلاقته بحالات الاكتئاب

0 402

السؤال

أشكركم على اهتمامكم بزوار الشبكة الإسلامية وبعد:

مشكلتي أني أعاني من الاكتئاب منذ عامين، وأنا أستعمل الآن دواء اسمه (إسيبرام) وهو الاسم التجاري في بلدي لدواء (سيبرام)، أتناول منه حبة واحدة يوميا عيار 10، رغم التحسن إلا أني لا أجد رغبة في الذهاب إلى عملي مع أني أحب مهنتي.

في كل مساء أكون مستعدا لأذهب إلى عملي في اليوم الثاني، ولكن في الصباح لا أستطيع النهوض من الفراش فأذهب متأخرا، وأحيانا لا أذهب مما أثر على وضعي المادي، عانيت سابقا من الوسواس القهري.

أرجو أن يلهمكم الله مساعدتي وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/أبو ناصر حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أرجو أن أؤكد لك أن 60-70% من مرضى الوسواس القهري يعانون في نفس الوقت من الاكتئاب النفسي بدرجات متفاوتة، وهذا ليس مستغربا؛ لأن الشق الكيميائي في الوساوس القهرية والاكتئاب هو مرتبط بنفس المواد أو ما يعرف بالمرسلات العصبية، والتي يعتقد أنها من المسببات الأساسية لهذه الحالات.

الدواء الذي تتناوله وهو السبرام يعتبر من الأدوية الجيدة جدا لعلاج الاكتئاب النفسي وكذلك الوسواس القهري، ولكن الذي لاحظته أن الجرعة التي تتناولها صغيرة جدا، فـ10 مليجرام تعتبر هي الجرعة التي نعطيها في حالات القلق أو الاكتئاب البسيط أو الظرفي، وعليه يا أخي ما دمت استفدت من هذا الدواء فعليك المواصلة عليه ولكن بجرعة علاجية أكبر، وهذا أمر ضروري وحتمي، والجرعة التي أرى أنها سوف تفيدك بصورة ممتازة هي تقريبا 40 مليجرام في اليوم .

أرجو أن لا تعتبر هذه الجرعة كبيرة، فكل الأبحاث تدل أنها هي الأفضل في علاج الوساوس، وحتى تصل لهذه الجرعة يمكنك أن ترفع أو تزيد الدواء بالتدرج وليس فجأة.

يمكنك أن ترفع الجرعة 10 مليجرام كل أسبوعين، حتى تصل إلى 40 مليجرام في اليوم، وسوف يؤدي ذلك بإذن الله تعالى إلى تحسن كبير، ولابد لك أن تستمر على هذه الجرعة الكاملة لمدة ستة أشهر على الأقل، ثم بعد ذلك تبدأ في التخفيض أو إيقاف الدواء .

السبرام ربما لا يتوفر في المستقبل؛ لأن الشركة المصنعة قد استبدلته بدواء آخر وهو مشابه له تماما ولكنه أفضل، ويعرف باسم سبراليكس، وجرعته المطلوبة لعلاج الوساوس القهرية هي 20 مليجرام في اليوم وليست 40 كما في حالة السبرام .

أرجو يا أخي أن أنبهك أيضا لضرورة مقاومة الوساوس وتحقيرها وعدم الانصياع لها أو اتباعها، فهذه الجوانب السلوكية مهمة جدا، وهي تدعم العلاج الدوائي .

ما دمت تشعر أيضا بنوع من التكاسل أو فقدان النشاط، فسيكون من الجميل جدا أن تلجأ لبعض التمارين الرياضية في حدود ما تستطيع، فقد أثبت أيضا أنها جيدة جدا من الناحية النفسية والمعنوية، وذلك بجانب الفائدة الجسدية إن شاء الله .

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات