السؤال
السلام عليكم...
أبلغ من العمر 14 سنة، قبل عدة أسابيع بدأت عندي مخاوف من الجن، وقبل أسبوعين تقريبا قبل صلاة الفجر بدأت أقول لنفسي أنا لا أخاف، لماذا أخاف؟ أنا قوية، أنا لست خائفة، فإذا بصوت داخلي يقول بلى أنت خائفة! في تلك اللحظة شعرت بأن النار اشتعلت بجسدي، وازدادت حرارته، وكنت أريد البكاء، وشعرت بخوف عجيب، وخفقات في القلب، وصعوبة بالتنفس، كأن أحدا يمسك عنقي، لكن ارتحت عند سماع الأذان، وذهبت لأصلي، لا أدري ماذا أصابني؟ وبعدها بيوم تقريبا كانت يدي تؤلمني بلا سبب.
أرجوكم هل أصابتني عين مثلا أم ماذا؟ أنا خائفة.
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله أن يصرف السوء وأهل السوء، وأن يبعد عنك همزات الشياطين، ونعوذ بربنا أن يحضرونا جميعا، فإن الشيطان هو العدو، والله تبارك وتعالى أمرنا فقال: {فاتخذوه عدوا}، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك التوفيق والهداية والطمأنينة والسكينة.
أرجو أن تعلمي أن كيد الشيطان ضعيف، وأن هذا العدو الحقير ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون. هذا الشيطان يهرب من الأذان، ولا يستطيع أن يقترب من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات، فلذلك عرفت الدواء فالزمي، وقد أشرت إلى أنك قد ارتحت عند سماع الأذان، لأن الأذان من أقوى الأسلحة على الشيطان، لأن في الأذان توحيد، وفي الأذان إخلاص، وفي الأذان ذكر لله تبارك وتعالى.
وكذلك الصلاة أمان في الأرض كما قال صديق الأمة عليه من الله الرضوان.
ثانيا: ندعوك إلى عدم المضي على مثل هذه الأفكار، فإن الخوف من الشيطان والظن أنه يستطيع أن يضر وحده دون تقدير الله تبارك وتعالى، الذي يعلمنا: {قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا}، هذا مما يجعل الشيطان يتسلط، كما قال الله عن العرب قبل الإسلام، كانوا إذا جاءوا إلى مكان يقولوا: (نعوذ بكبير هذا الوادي من جماعته)، قال الله: {وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا}.
فالمؤمنة ينبغي أن توقن كما قال الله: {إن كيد الشيطان كان ضعيفا}، والشيطان ومن معه من السحرة والكهنة هؤلاء أيضا إذا كان الشيطان كيده ضعيف فكيف بهؤلاء، وقد قال العظيم: {ولا يفلح الساحر حيث أتى}.
والمؤمنة والمؤمن حقيقة معرض بالإصابة بالعين أو بغيرها، لكن لا يهمنا، لأن العلاج في كتاب الله، في الرقية الشرعية، في المحافظة على أذكار الصباح والمساء، والأذكار والتحصينات هذه نافعة فيما نزل، ومناعة لما لم ينزل، كما قال الشيخ ابن باز رحمة الله عليه.
فعليه: نحن نوصيك بالدعاء، والتوجه إلى الله، وتلاوة القرآن، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء، وقراءة الرقية الشرعية على نفسك، وتجنب الوحدة، لأن الشيطان مع الواحد، شغل النفس بالمفيد، عدم التمادي مع الوساوس التي يقدح بها الشيطان في النفس، لأن هذا من كيد الشيطان، والإنسان عليه أن يدافع خاطرة السوء قبل أن تتحول إلى فكرة، ثم يدافع الفكرة قبل أن تتحول إلى هم، ثم يدافع الهم قبل أن يتحول إلى إرادة، ثم يدافع الإرادة قبل أن تتحول إلى عمل.
ولذلك أرجو أن تتعوذي بالله من الشيطان الرجيم، وأنت ولله الحمد على خير، فاحرصي على الأذكار وعلى قراءة الرقية الشرعية على نفسك، ولا مانع من أن تقرأ عليك الرقية الوالدة أو الوالد، ونسأل الله أن يعينك على الخير، ولا مانع أيضا من الذهاب إلى راق شرعي متخصص يقيم الرقية وفق قواعدها الشرعية، ونسأل الله لنا ولك الشفاء العاجل والهداية والطمأنينة والسكينة.
والله الموفق.