السؤال
مشكلتي تتمثل بأني قبل خمس سنوات قمت بقياس الضغط في المستوصف، وكانت هذه أول مرة أتعرض للطبيب في حياتي، وكنت متوترا ومتخوفا من جهاز الضغط، وقال لي أنه مرتفع بنسبة عالية من التوتر، وبعدما انصرفت من عنده بدأت معاناتي.
وذهبت إلى أكثر من دكتور يقول أنت متوتر وخائف، وبدأت تأتيني أعراض جسدية: تنميل في الرأس من الأعلى، والذراع الأيسر، وزيادة في ضربات القلب، وتنميل في الأرجل.
ذهبت إلى دكتور مخ وأعصاب وقال أنت تتوهم بالمرض، وعملت أشعة علي المخ للاطمئنان، قال لا يوجد شيء، أنا تعبت من هذه الأعراض وهي: تنميل الرأس المستمر والأكتاف ووخز في أعلى الظهر، وضيق في التنفس، علما بأن حالتي المادية والاجتماعية بخير.
أرجو الإفادة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الذي حدث لك هو صورة من صور ما نسميه بـ (قلق المخاوف) الذي تنتج عنه أعراض جسدية، لأن الخوف في مضمونه العام يتمركز حول الخوف من الأمراض، وحالتك هذه تندرج تحت الحالات النفسوجسدية، وبالفعل كثير من الناس حين يأتون للمستشفيات لمجرد الفحوصات أو لمجرد مشاهدة الأطباء والممرضين وطريقة لبسهم، تحدث لديهم مخاوف داخلية شديدة، كنوع من العصابيات المرضية، ومن الأشياء الملاحظة أن ضغط الدم بالفعل قد يرتفع، وهذا يسمى بالارتفاع العصبي لضغط الدم، وغالبا يكون وقتيا وظرفيا ولا ينتج عنه ارتفاع دائم في الضغط.
أخي الفاضل: يجب أن تبني قناعات جديدة أنك بخير، وأن الصحة جزء من حياة الإنسان وكذلك المرض، وألا تكون متشائما، وأن تسعي لأن تعيش حياة صحية، وهذا يتطلب: التغذية السليمة، وتجنب السهر، وممارسة الرياضة بانتظام، وطبعا الابتعاد تماما عن التدخين وكل الأشياء المتعلقة به.
الإنسان الذي يعيش على نمط صحي يأتيه شعور كبير بالطمأنينة حول صحته، وفي ذات الوقت، وحتى تبتعد من التردد على العيادات والمستشفيات والأطباء سيكون من الجيد أن يكون لديك طبيب واحد تثق فيه كطبيب الأسرة أو طبيب باطني وتراجعه من أجل إجراء الفحوصات العامة مرتين إلى ثلاثة في السنة وليس أكثر من ذلك، لتتأكد من مستوى قوة الدم، مستوى الكولسترول، مستوى السكر، الدهنيات، وظائف الكلى، الكبد، وظائف الغدة الدرقية ... هذه فحوصات بسيطة جدا، وهي فحوصات أساسية تعكس الحالة الصحية عند الإنسان، وبالفعل الذين يحرصون على هذا النمط – أي أن تكون لديهم فحوصات دورية، أن يعيشوا حياة صحية – دائما تجدهم الحمد لله في حالة من الطمأنينة الكاملة على صحتهم، ولا يترددون على الأطباء.
فيا أخي الكريم: اجعل هذا نهجك، وعليك أيضا بالدعاء، أذكار الصباح والمساء، من الأذكار التي تبعث الطمأنينة في نفس الإنسان، خاصة فيما يتعلق بالأمراض: (اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري، لا إله إلا أنت)، وهكذا، هذه مهمة جدا.
وحتى تنتهي هذه الأعراض القلقية سأصف لك دواء يسمى (دوجماتيل)، هذا دواء مساعد، وهنالك دواء أساسي يعرف باسم (سيبرالكس) واسمه العلمي (اسيتالوبرام).
السيبرالكس تبدأ بنصف حبة – أي خمسة مليجرام – يوميا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة واحدة – أي عشرة مليجرام – يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها خمسة مليجرام يوميا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الدواء. هذه جرعة صغيرة وليست الجرعة القصوى، ومدة العلاج قصيرة.
أما الدواء الثاني وهو الدوجماتيل: تناوله بجرعة خمسين مليجراما صباحا ومساء لمدة شهر، ثم خمسين مليجراما صباحا لمدة شهر آخر، ثم خمسين مليجراما يوما بعد يوم في الصباح لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناوله.
كلا الدوائين من الأدوية السليمة والفاعلة والممتازة جدا، فأرجو – أخي الكريم – أن تتبع الإرشادات السالفة الذكر، وكذلك تتناول الدواء بالكيفية التي وصفتها لك، وأنا متأكد أن أحوالك سوف تتحسن تماما.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.