أعاني من حزن وخوف وأفكار سلبية طوال الوقت.

0 29

السؤال

السلام عليكم.

أتمنى من الدكتور محمد عبد العليم أن يساعدني.

أعاني من حزن وخوف وتفكير وسرحان وعدم تركيز وتأنيب ضمير وتقلب المزاج، وأحس بالوحدة، وأجلس وحدي، وأتعب وسط الناس، تأتيني أفكار ومخاوف وغضب، وأشعر بالوحدة والفراغ، ويومي مشوش، لا أعرف ماذا أفعل؟ ومن أين أبدأ؟

ذهبت لطبيب نفسي قبل سنتين، وصف لي دواء السيبرالكس، ولم أتناول إلا حبة، تعبت من نفسي، وأخاف من المستقبل، وأشعر بالملل طوال اليوم، ولدي مشاكل مع أخواتي وأسرهم، فذهبت إلى طبيبة أخرى وصفت لي الفلوزاك، تناولت حبة وأيضا تركته، وأعاني من وزن زائد وانتفاخ في البطن، وتعب وارهاق في عيوني، أيهما أفضل السيبرالكس أم الفلوزاك؟ وكيف طريقة تناوله؟ ومتى أتوقف عن الدواء؟ أتعب من أقل مجهود، وحتى الصلاة أحيانا أتركها، أستيقظ من النوم حزينة وغاضبة وأفكاري سلبية.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في إسلام ويب، وأنت لديك استشارات ومشاركات سابقة، نتمنى أن تكوني قد طبقت الإرشادات النفسية والسلوكية السابقة.

من خلال استشارتك هذه الأعراض التي تعانين منها تشير إلى وجود قلق اكتئابي، أتمنى أن يكون من درجة بسيطة، والعلاج الدوائي فعلا مهم في حالتك، وعقار (فلوزاك) والذي يسمى علميا (فلوكستين) هو الدواء المثالي بالنسبة لك، لأن الفلوزاك أحد ميزاته أنه يحسن الدافعية، وأنت ليس لديك دافعية، فسوف يفيدك من هذه الناحية، كما أنه يحسن المزاج، ولا يزيد الوزن أبدا، بل ربما يساعدك أيضا في تخفيف الوزن، وأيضا جيد لعلاج المخاوف والقلق والتوترات والغضب، هذا كله سوف يفيدك فيه هذا الدواء، لكن طبعا بشروط، أهم شرط هو الالتزام التام بتناول الجرعة وللمدة المطلوبة والالتزام بذلك بصورة قطعية.

تبدئين بجرعة كبسولة واحدة يوميا، قوة الكبسولة عشرين مليجراما، تتناولينها نهارا، يفضل بعد الأكل لكن ليس ضروريا، استمري على هذه الجرعة لمدة شهر، بعد ذلك اجعليها كبسولتين يوميا – أي أربعين مليجراما – تناوليها كجرعة واحدة، ومن وجهة نظري هذه سوف تكون الجرعة العلاجية الصحيحة، استمري عليها وسوف تحسين -إن شاء الله- بتحسن حقيقي.

بعد إكمال الستة أشهر وأنت على جرعة أربعين مليجراما أنقصي تلك الجرعة واجعليها كبسولة واحدة – أي عشرين مليجراما – يوميا كجرعة وقائية، استمري عليها لمدة ستة أشهر أخرى، وبعد ذلك اجعليها كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

يتميز الفلوزاك – كما ذكرت لك – بأنه سليم وفاعل وغير إدماني، ولا يؤثر على الهرمونات النسائية، فأرجو أن تلتزمي به، ودواء واحد أعتقد أنه سيكون كافيا جدا.

بعد ذلك يجب أن ترفعي من همتك، ويكون لديك الإصرار على التحسن، فيما يتعلق بأفكارك ومشاعرك وأفعالك، ولا بد أن تلزمي نفسك بأمور معينة، أولها: النوم الليلي المبكر، وتجنب النوم النهاري، حيث إن الإنسان حين ينام مبكرا يحدث استقرارا كبيرا في كيمياء وخلايا الدماغ، وهذا ينتج عنه تحسن في المزاج، وينتج عنه الشعور بالنشاط الجسدي، و-إن شاء الله تعالى- تستيقظين لصلاة الفجر وأنت في وضع نفسي وجسدي أفضل، وتقدمي على الصلاة، وهذا يعتبر إنجازا عظيما جدا كبداية لليوم، وتركزي على الأنشطة الصباحية بعد ذلك، لأن البكور فيه خير كثير، والطاقات عند الإنسان تكون أفضل في الصباح.

ولا بد أيضا أن تمارسي أي رياضة تناسب المرأة المسلمة، رياضة المشي على وجه الخصوص نعتبرها علاجا جيدا، علاجا فاعلا جدا. أيضا التواصل الاجتماعي الإيجابي، ولا تتخلفي عن الواجبات الاجتماعية. اجعلي لنفسك برنامج حياة، مثلا: مشروع لحفظ أجزاء من القرآن الكريم أو كله، هذا مشروع ممتاز، مشروع حقيقة يعتبر إنجازه إنجازا كبيرا لمن يؤديه. كوني قريبة من أسرتك، احرصي على بر والديك، بهذه الكيفية تتحول أفكارك إلى أفكار إيجابية، وكذلك مشاعرك وأفعالك، وينتهي الاكتئاب تماما.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وكل عام وأنتم بخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات