مرض الفصام هل يمكن الشفاء منه أم أنه مرض مزمن؟

0 41

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما هي حالات الفصام التي تستدعي علاجا مدى الحياة؟ وما هو سبب عدم استجابة بعض مرضى الفصام للعلاج وبقاء المرض مطبقا ومعيقا؟ هل هي حالات صعبة عجز عنها الطب النفسي، أم هناك أسباب أخرى؟

شكرا على تفهمك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيوب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وسؤالك سؤال جيد، نحاول - إن شاء الله - نجيب عليه باختصار، لأن الإجابة طويلة.

أولا: مرض الفصام ليس مرضا واحدا، والصحيح هو الفصاميات، نعم هنالك عوامل مشتركة بينها، لكن الفصام نفسه يختلف.

ثانيا: بعض المرضى لا يستجيبون للعلاج نسبة لعدم انتظامهم على العلاج في بداية الأمر، أيضا ربما يكون لديهم تاريخ أسري شديد، أي أن المرض أصلا موجود في الأسرة، وفي هذه الحالة يكون العامل الوراثي مؤثرا.

ثالثا: المريض قد تكون ظروفه البيئية والحياتية سلبية، توجد ضغوط كثيرة جدا، مشاكل تربوية، هذه أيضا تلعب دورا.

رابعا: الطفولة، كثير من مرضى الفصام ربما يكونوا قد تعرضوا لأحداث حياتية سلبية جدا في طفولتهم وتنشئتهم.

خامسا: في بعض الأحيان يعتقد أن الإصابات الفيروسية المبكرة والتي لا ينتبه لها الناس قد تلعب دورا. معروف أيضا أن الذكور إذا أصابهم المرض في سن صغيرة تكون مآلات المرض سيئة، تعاطي النيكوتين، التدخين، المخدرات في بعض الأحيان ... وهكذا.

إذا هذه هي الأشياء التي قد تؤدي إلى مآلات سلبية وعدم استجابة جيدة للعلاج، وهنالك نوع من الفصام وهو (الفصام الهيبفريني: Hebephrenic Schizophrenia) على وجه الخصوص: هذا يكون مرضا شديدا، يتميز باضطراب الأفكار، هلوسات، تدهور مريع جدا في الشخصية، افتقاد المهارات الاجتماعية، افتقاد البصيرة، وهذا قطعا قد يكون مآله أسوأ من غيره، أو يمكن أن نسميها بالحالات الصعبة.

فهذه هي الأسباب، أسباب بيئية، أسباب وراثية جينية، أسباب تتعلق بالشخصية، أسباب تتعلق بالتنشئة، وأسباب تتعلق بالمريض نفسه، وإن كان ملتزما بالعلاج أو غير ملتزم، الإصابات الفيروسية الدماغية المبكرة، وهذا هو الوضع.

ومرض الفصام إذا لم يستجب للعلاج – أو إذا كانت الاستجابة ضعيفة – هذا يعني أن المريض يجب أن يستمر على العلاج لفترة طويلة، ويجب أن يعطى فرصة أيضا على الأدوية المعروف بفعاليتها ولكن لها آثار جانبية، مثل عقار (كلوزابين clozapine)، هذا الدواء نعتقد أن أي مريض فصام لم يستجب بصورة جيدة للعلاجات الأخرى يجب أن يعطى فرصة على هذا الدواء وتحت الإشراف الطبي، حيث إن أربعين بالمائة من الذين لم يتحسنوا على الأدوية الأخرى يتحسنون على الكلوزابين.

ومريض الفصام أيضا إذا تحسنت حالته ثم انتكس لأكثر من مرة هذا يعني أنه يجب أن يستمر على العلاج لفترة طويلة.

إذا كل حالة – أيها الفاضل الكريم – يجب أن تبحث وتدرس لوحدها، هنالك عوامل حسن المآل، وهنالك عوامل سوء المآل، والطبيب لابد أن يوازن ما بين هذه العوامل ويضع الخطة العلاجية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات