هل طول فترة الخطوبة أمر مستحسن؟

0 33

السؤال

السلام عليكم.

أنا أدرس الطب وأكملت السنة الثانية، ونظامنا في الأردن أن تكون دراسة الطب لمدار ست سنوات، وسنة مزاولة مهنة، أي سبع سنوات، وأحتاج الآن خمس سنوات متبقية لإتاحة الفرصة للبدء بالعمل.

في فترتي الدراسية تعرفت على زميل لي ونحن ضمن مشروع في كليتنا، وتعرفنا عائليا، وصرحت والدته لأمي أنه يريد التقدم لي بعد سنتين، وأنهم يريدون توضيح الأمور من الآن ( وعد زواج دون قراءة فاتحة )، والشاب لم يكن قد صرح لي بالأمر.

أنا منقبة وأحفظ القرآن وهو كذلك، يكبرني بسنتين، لكنه لأسباب معينة الآن يدرس معي بنفس الدفعة، أي يحتاج خمس سنوات ليتوظف، ويريد التقدم لي بعد سنتين، أي يتبقى له ثلاث سنوات للزواج.

أهلي يرفضون الفكرة بشدة وهي طول مدة الخطوبة، وضمن معرفتي المحدودة شرعيا بالشاب أصبحت لي رغبة متبادلة بالخطوبة، مع نضجنا التام بواجباتنا وحقوقنا ولكن الفكرة مرفوضة من قبل أهلي تماما، حيث يريدون أن أنهي دراستي أولا، فكيف أتمكن من إقناع أهلي بموضوع الخطوبة من باب العفة وتحصين نفسي من الزلة؟ وهل فكرة الخطوبة ( كتب الكتاب ) لثلاث سنوات مؤذية أم مستحسنة في وضعنا؟ ساعدوني وادعوا لي بالخير أرجوكم، أعتذر جدا على الإطالة.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ mawadah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لكم التوفيق، وأن ييسر لكم الخير، وأن يشرح صدوركم وقلوبكم.

بداية أختي الفاضلة: نحييك على التزامك بتعاليم دينك وهنيئا لك حفظ كتاب الله، وكذلك هذا الشاب الذي ذكرت أنه حافظ لكتاب الله ويتميز بأخلاق عالية، فقيمة الإنسان بخلقه وقربه من مولاه سبحانه، ولكن مع ذلك نذكركم بضرورة تجنب ما يغضب الله، وأن تكون علاقتكما ضمن ضوابط الشرع.

فترة إطالة مدة الخطوبة فكرة لا تستحسنها كثير من الأسر، لأنه خلال هذه المدة الطويلة تحدث متغيرات كثيرة تغير مسار الزواج، بل وتظهر فيها من الأخطاء والمشاكل ما الله به عليم، هم ذكروا لكم أنه سيتقدم للخطبة بعد سنتين، إذن هناك مدة طويلة لحين التقدم للخطبة، ومدة أخرى للزواج، فهذه خمس سنوات، والأفضل دائما إذا كان هناك رغبة لدى الطرفين أن يعجلوا بالزواج، ولا يفضل الانتظار لحين ذهاب زهرة الشباب، ولكن الظروف الحالية في بلداننا عسرت مشاريع الزواج، وجعلتها صعبة ومكلفة جدا، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحسن للفرج) فنسأل الله أن يصلح الأحوال.

ليس في الشرع ما يمنع الخطبة، لكن الأكمل هو عمل العقد وتأخير الزفاف، مع رعاية الضوابط، ومخاوف الأهل طبيعية، وأرجو أن تجدوا من الدعاة والعلماء من يساعد في إقناعهم، وأرجو أن يظهر منك ومن الشاب ما يدل على كسب ثقة الأهل ويزيل مخاوفهم، وليس هناك داع للانزعاج، وإذا قويت المعوقات نقترح تأجيل الفكرة لبعض الوقت، وما حصل من تواصل بين الأسرتين كاف في أن تكوني له وأن يكون لك -إن شاء الله-.

يجب أن يكون في الشاب صفات الصلاح فقد قال عليه الصلاة والسلام: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) فإن كان الشاب صالحا -كما ذكرت- واستخرت الله وارتحت للأمر، فلا بأس من عقد القران وتصبحين زوجته، حتى تكون علاقتكما موافقة للشرع، وطول المدة هنا لها ظروفها التي تحكمها، فكل بلد وكل مجتمع له ظروفه الخاصة، ولكن لا ننصح بأن يكون هناك خلوة إلا بعد إعلان مراسم الزواج، ولو استطاع تعجيل الزواج حتى وهو طالب، بأن يهيء أهله له مكانا لسكنكم فهو خير، وهذا راجع لظروف الأسرتين، ولكننا نلمح لأفضلية تعجيل الزواج.

عليكم بكثرة اللجوء إلى الله، ودعائه أن ييسر أمركم، فقدرة الإنسان على تخطي المصاعب أقل مما يتوقع، ولكننا نستمد القوة من مولانا سبحانه، يقول سبحانه: (أمن يجيب المضطر ويكشف السوء) ويقول سبحانه (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم) فعليكم بالتوكل على الله وسؤاله التوفيق، وأن يختار لكم الخير، فاسألي الله إن كان خيرا أن ييسره لك، وإن كان شرا أن يبعده عنك.

نسأل الله لكما التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات