لا يمكنني استخدام السوشال ميديا للتواصل اجتماعيا!

0 45

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري 28 سنة، ليس لدي القدرة على تكوين صداقات جديدة، حتى لو تعرفت على صديق جديد في السوشيال ميديا، أجد نفسي في اليوم الثاني لا أرغب في التواصل معه دون سبب وأبتعد عنه، وهكذا هي حياتي، لا أملك أصدقاء في برامج السوشيال ميديا ولا خارجها.

لو ضايقني أي شخص لا يعرفني في برامج السوشيال ميديا أغلق حسابي تماما، حتى لو كانت كلمة بسيطة، ولو شتمني أحدهم أرد عليه، لكنني أتضايق وأغلق الحساب، حتى الآن أقفلت 12 حسابا في برامج الشوشيال ميديا: أنستغرام، وتويتر، وفيس بوك.

جميع الحسابات التي أملكها غير حقيقية؛ حتى لا يصل أحدهم لي، وحتى لا أتحدث مع الذين أعرفهم، فهل ما أفعله طبيعي، لأن الموضوع أتعبني؟

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sarah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

التواصل من خلال الوسائط الاجتماعية والسوشيال ميديا (Social Media) ليس هو أفضل أنواع التواصل، على العكس تماما فيه الكثير من النواقص والكثير من العيوب، وإن كان فيه فوائد كثيرة، ومهارات التواصل مهارات تتكون لدى الإنسان من خلال التدريب عليها، نعم الإنسان فيه شيء من الفطرة الاجتماعية، لكن المهارات هي تدريب وتعليم ورغبة وحرص على تطويرها.

ومن أهم أساليب التطوير فيما يتعلق بمهارات التواصل الاجتماعي هو: أن يكون الإنسان مستمعا، هذه مهمة جدا، يجب أن تدربي نفسك على ذلك. والأمر الثاني هو: أن يحسن الإنسان تعبيرات وجهه ونبرة صوته ولغة جسده، هذه أيضا لها ضوابطها، وهي مهمة جدا، وأنا متأكد تماما أنك سوف تتطلعين على بعض الكتب والمواضيع التي تتحدث حول هذه المكونات الثلاثة التي ذكرتها.

والأمر الآخر هو: لابد أن يزود الإنسان نفسه بالمعرفة والمعلومة، لأن المعرفة والمعلومة تسهل كثيرا القدرة على التواصل الإيجابي.

بالنسبة لك: يجب أن تركزي على هذه الأمور، وهذا سوف يساعدك لتنمية شخصيتك بصفة عامة، تنمية اجتماعية إيجابية.

أما فيما يتعلق بعدم القدرة على تكوين أصدقاء جدد: فالناس تختلف في هذا، أنا أعتقد أن الصداقات الجيدة دائما تبدأ في المدارس، تبدأ في محيط العمل، الجيران، الأقرباء، هذا أفضل، أن يكون التواصل تواصلا مباشرا، ويكون الإنسان قد تدارس الشخص الذي يود أن يبني معه صداقة، وتفهمه بصورة أفضل.

أما هذه العلاقات السطحية من خلال السوشيال ميديا، وأن يندفع الإنسان نحوها، وأن يراها مكونا أساسيا لأن يجد أصدقاء متميزين، فهذا حقيقة أمر فيه نظر، ولا أعتقد أنها هي الوسيلة الأفضل، فلا تقللي من شأنك أبدا، وحاولي أن تدربي نفسك التدريب المباشر على بناء المهارات الاجتماعية، وتكوين الصدقات، ابدئي بأسرتك، بقريباتك، بزميلاتك السابقات في الدراسة مثلا، تخيري من يوافقك في طريقة تفكيرك، في مزاجك، درجة التدين المعقولة والمقبولة، هذا كله مهم جدا، وأنا متأكد أنك سوف تجدين من يروق لك من حيث سماته الأساسية، لتتخذي هذه الفتاة أو تلك صديقة لك. هذا بصفة عامة.

التطور الاجتماعي أيضا يمكن أن يكون من خلال الانخراط في الأعمال الخيرية، الأعمال الاجتماعية، النشاطات الثقافية. وجدنا – مثلا – أن الدخول في مشاريع لحفظ القرآن أو أجزاء من القرآن أو تدارس القرآن في أحد مراكز التدريس، أو من خلال مجموعات على برنامج الزوم، هذا أيضا يتيح للإنسان معرفة أناس جيدين وطيبين، وقد يجد فيهم من يستطيع أن يبني معه صداقة. ... وهكذا.

فلا تقللي من قيمة ذاتك، و- إن شاء الله - أنت بخير، ولا تنتقدي ذاتك أبدا، انظري للأمور الإيجابية في نفسك وحاولي أن تطوريها، أما السلبيات فحاولي أن تقلصيها وتتجاهليها.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات