أعاني من اكتئاب خاصة في الصباح، أفيدوني.

0 27

السؤال

السلام عليكم

أشعر باكتئاب بعد الاستيقاظ من النوم، وعدم الرغبة في عمل أي شيء في أي وقت وخاصة في الصباح، ثم يزول هذا العرض، كما أعاني من كثرة التفكير وعدم التركيز، وأتمنى دائما أن يتوفاني الله ويريحني من الحياة.

أرجو منكم علاجا وأسلوبا يغير هذا المزاج.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

أنت لديك استشارات سابقة وفيها استشارات نفسية، وقد أجاب عليها الأخ الدكتور/ عبد العزيز أحمد عمر، والآن أنت تتكلم عن أعراض تعطي الانطباع بأنها أعراض اكتئابية، وأنت في استشارتك التي رقمها (2450129) والتي أنا أجبت عليها بتاريخ 27/10/2020 عبرت بوضوح شديد جدا على وجود المشاعر الاكتئابية ومشاعر الخوف، وقد وجهنا لك النصائح والإرشادات النفسية المطلوبة، والتي أرجو أن تكون قد اتبعتها.

أخي الفاضل: الآن أنت تتجسد عندك الأعراض السلبية في فترة الصباح، والاكتئاب بالفعل قد يظهر أكثر وضوحا في فترة الصباح، وهذا يمكن التغلب عليه وتجاوزه بطرق بسيطة جدا، أولها: النوم الليل المبكر وتجنب السهر، هذا -يا أخي- مهم جدا، النوم الليلي المبكر يعطي فرصة كبيرة للدماغ لتتعدل المسارات الكيميائية، لتكون هنالك إفرازات للموصلات العصبية الإيجابية، وبالفعل يستيقظ الإنسان وفيه شيء من النشاط والإقبال على اليوم، ويؤدي صلاة الفجر في وقتها، وقطعا الصلاة في وقتها داعم علاجي أساسي لعلاج الاكتئاب النفسي، خاصة صلاة الفجر وما يعقبها من أذكار وورد قرآني.

فالنقطة الارتكازية هي البعد عن السهر، والنقطة الثانية هي: الإصرار على ممارسة الرياضة، الرياضة تقوي النفوس قبل أن تقوي الأجسام، والرياضة حقيقة فوائدها الآن أثبتت علميا أنها تنظم الموصلات العصبية الدماغية بصورة ممتازة جدا.

وأيضا الآن هنالك تقارير كثيرة من الدول الغربية أن الصيام المتقطع -كما ذكر ذلك في كثير من الأبحاث- أيضا يفيد في تحسين المزاج.

فإذا هذه الوسائل وسائل علاجية متوفرة وفي متناول أيادينا:

أن تجبر نفسك على القيام بالواجبات الاجتماعية، لا تتخلف أبدا عن دعوة فرح، عزومة، أن تزور مريضا، أن تذهب وتحضر جنازة ودفن ميت، أن تقدم واجب عزاء، أن تصل رحمك، أن تخرج مع أصدقائك لشيء من الترفيه الجميل، هذه كلها وسائل لعلاج الاكتئاب.

وأنا أيضا حقيقة أركز على موضوع العمل، العلاج بالعمل الآن أثبت تماما، وأنت الحمد لله معلم، وهذه مهنة عظيمة، مهنة كريمة. يا أخي الكريم أرجو أن تبدع من خلال مهنتك ومن خلال عملك، وأن تعرف أن رسالتك رسالة عظيمة في هذه الحياة. هذا أيضا وسيلة من وسائل العلاج الصحيحة والمطلوبة.

فإذا -يا أخي- هذه هي الأسس التي سوف تغير المزاج، سوف تجعلك إيجابيا، سوف تقلل من كثرة التفكير، وسوف يتحسن التركيز، وطبعا تناول أحد مضادات الاكتئاب مثل الـ (لوسترال Lustral) أو (إفيسكور Efexor) أو غيرها؛ سيكون مفيدا جدا، ولا تكثر من تناول الأدوية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات