السؤال
السلام عليكم.
منذ أربعة أشهر، وبعد ممارسة الرياضة المسائية، عانيت من جفاف شديد في الحلق، مع الشعور بعدم اكتفائي من الأكسجين، واستمرت الحالة قرابة 20دقيقة، وتم طلب الإسعاف، وتم إجراء الفحوص، ومن ثم تلاشت هذه الحالة.
بعد يومين، وعند ممارسة الرياضة في المنزل، ولوجود حظر التجوال المسائي من أجل كورونا، أصبحت أشعر بالحاجة للأوكسجين، وهذه الحالة تستمر لحدود ال10د، واختفت هذه الحالة لأسبوع وأكثر ومن ثم عادت على شكل نبضات سريعة عند البدء بالنوم، تأتي مرة أو مرتين، ومن ثم تختفي، واستمرت هذه الحالة حتى أصبحت مرافقة لجفاف في الفم واللسان، وتأتي بشكل متقطع جميعها في المساء، وأصبح شعور جفاف الحلق هو الأقوى، وفي بعض الأحيان لا أستطيع النوم إلا بعد 4 صباحا، عملت فحوصات، وتحاليل داخلية وقلبية وجميعها سليمة. وأخبروني بأنها من الضغوط النفسية.
حاولت تغيير نمط الحياة، والحمد لله استطعت الاستغناء عن حمل زجاجة المياه، إذ كنت لا أستطيع الخروج من دونها، والحمد لله تأقلمت مع حالة النبضات السريعة التي تأتي عند النوم ،وتخلصت منها بنسبة 90، لكن ما زلت أعاني من النوم المتقطع، وفي بعض الأحيان الصعوبة في النوم، والآن أشعر بخمول عام منذ 20 يوم، وليس لدي الشغف والطاقة.
تواصلت مع أخصائي نفسي عن طريق ال Online، ونصحني باستخدام لوسترال50 صباحا لمدة 6 أشهر، مع استخدام سيركويل 25 قبل النوم حتى انتهاء العلبة ومن ثم الاستغناء عنه.
إلى الآن لم استخدم العلاج، وأشعر بتحسن منذ يومين، وانخفاض نسبة الخمول وألم الراس، وبقي موضوع النوم المتقطع.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أخي الكريم: الذي يظهر لي أن لديك درجة بسيطة إلى متوسطة من القلق النفسي، والقلق النفسي حين يحدث ينشط الجهاز العصبي اللاإرادي – أي الجهاز السمبثاوي Sympathetic – وهذا يجعلك تدخل في كل الأعراض التي ذكرتها من خوف وشعور بالجفاف في الفم وخلافه.
طبعا ممارسة الرياضة أمر حميد جدا، بل هو أمر مطلوب، لكن يفضل أن تمارس بتدرج، فهذه هي نصيحتي الأساسية بالنسبة للرياضة. والأمر الآخر: رياضة المشي تعتبر من أفيد أنواع الرياضات.
خطوة أخرى أريدك أن تركز عليها، وهي: أن تتدرب على تمارين الاسترخاء، توجد برامج ممتازة جدا على اليوتيوب توضح كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء، خاصة تمارين شد العضلات وقبضها ثم استرخائها، وكذلك تمارين التنفس المتدرج.
أنا أعتقد – أخي الكريم – أن هذا سوف يكون خطا علاجيا أساسيا بالنسبة لك، فأرجو أن تعري هذا الموضوع الأهمية المطلوبة، حتى يعود عليك إن شاء الله بخير كثير جدا.
شعورك بالخمول إن شاء الله تعالى يمكن تجاوزه من خلال ممارسة الرياضة – كما ذكرنا – رياضة المشي على وجه الخصوص، وأن تحاول أن تنام مبكرا، وطبعا من أجل تحسين صحتك النومية يجب أن تتجنب النوم النهاري، يجب ألا تتناول كل محتويات الكافيين بعد الساعة السادسة مساء، بمعنى آخر: تتجنب الشاي والقهوة، وفي ذات الوقت ثبت وقت النوم، واحرص على أذكار النوم، هذا مهم جدا أخي الكريم.
هذا هو الذي أنصحك به، أما بالنسبة للعلاج الدوائي: فالـ (لوسترال Lustral) دواء جيد لعلاج القلق والتوتر والوسوسة والمخاوف، لكنه لا يحسن النوم إلا على المدى البعيد، بمعنى أنه من خلال إزالة القلق والتوتر يمكن للإنسان أن ينام، لكن لا نعتبره منوما مباشرا. أما الـ (سوركويل Seroquel) فهو بالفعل سوف يحسن النوم بدرجة كبيرة.
وأقول لك: ابدأ في تناول الـ (لوسترال) بجرعة نصف حبة يوميا في الصباح لمدة عشرة أيام، ثم اجعلها حبة واحدة صباحا يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة صباحا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الدواء.
أما بالنسبة للسوركويل فابدأ بجرعة 12,5 مليجرام – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على خمسة وعشرين مليجراما – تناولها ليلا ساعة قبل النوم، وإن تحسن نومك على هذه الجرعة الصغيرة فهذا أمر جيد، وإن لم يتحسن فيمكنك أن تتناول حبة كاملة (خمسة وعشرين مليجراما) يوميا، وهذه أيضا تعتبر جرعة صغيرة.
كلا الدواءين من الأدوية البسيطة، ومن الأدوية الجيدة جدا.
فيا أخي: هذا هو الذي أنصحك به، وأريدك أن تكون دائما شخصا إيجابيا في تفكيرك، في مشاعرك، وفي أعمالك وأفعالك، وعلى مستوى السلوك والتواصل الاجتماعي يا أخي. هذه كلها أمور مهمة جدا. زود نفسك دائما بالدعاء والصلاة في وقتها، وتلاوة الورد القرآني اليومي، هذا مهم، ويجب أن تكون لك آمال وطموحات مستقبلية، وتضع الآليات التي توصلك إلى أهدافك، هذا مهم جدا لتطوير الصحة النفسية والارتقاء بها.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على الثقة في استشارات الشبكة الإسلامية.