السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سوال هو بخصوص حالة الزوجة العزيزة الغالية وعمرها ٣٤ سنة، قبل سنوات عندما يصيبها أي حزن أو فزع أو خوف أو قلق، يحصل لديها مباشرة اضطراب في القولون، أما الآن عندما يصيبها أي حزن فيكون هناك ألم في معدتها، وقد راجعنا الأطباء وقالوا: عليها ألا تحزن، فماذا تقترحون أنتم لها؟
أسال الله العظيم رب العرش العظيم أن يصلح أحوال المسلمين في كل مكان وزمان.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رضوان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأشكرك على إثرائك لهذا الموقع، وأسأل الله تعالى لزوجتك الكريمة الصحة والعافية.
أخي: طبعا الجسد والنفس لا ينفصلان أبدا، وهنالك مجموعة من الحالات أو الأمراض النفسية نسميها بـ (الأمراض النفسوجسدية/ Psychosomatic Medicine)، مثلا: يعرف أن الكثير من الأشخاص الذين يعانون من القلق والتوترات النفسية -وحتى الاكتئابات البسيطة- تحدث لديهم أعراض جسدية، وأكثر أعضاء الجسد التي تتأثر هي عضلات الصدر، لذا تجد الكثير من الناس يشتكون من ضيق في التنفس، أو الشعور بنغزات في القفص الصدري.
وكذلك أعراض القولون العصبي -وهذه التسمية (القولون العصبي) ينبغي أن تسمى (القولون العصابي)- أتت من أن القلق والتوتر ينعكس على القولون، ويؤدي إلى انقباضات فيه، مما يؤدي إلى تقلصات، ومن ثم الشعور بالألم.
أيضا بالنسبة للجهاز الهضمي كله، وأيضا عضلة فروة الرأس، حين يكون هنالك توتر نفسي يتحول في بعض الأحيان إلى توتر عضلي، وعضلة فروة الرأس بما أنها عضلة كبيرة وممتدة تنقبض وتتأثر، مما يجعل بعض الناس يحسون بما نسميه بالصداع التوتري أو القلقي.
أيضا هنالك دراسات أشارت أن ستين بالمائة (60%) من الذين يشتكون من آلام أسفل الظهر حقيقة ناتجة من القلق والتوتر، حيث إن القلق والتوتر يؤدي إلى توتر في عضلات أسفل الظهر، مما يؤدي إلى انشداد في الأربطة المتصلة بالفقرات القطنية في هذه المناطق، ومن ثم يظهر هذا الألم وهذا التوتر، وهكذا.
إذا -يا أخي- السيدة الكريمة زوجتك -حفظها الله- يظهر أنه لديها درجة من القلق، أو -كما تفضلت- شعورها بالفزع أو الحزن أو الخوف أو القلق ينتج عنه الأعراض الجسدية كالقولون، والآن أصبح يشمل المعدة.
فإذا الأمر بسيط جدا، هي ظاهرة معروفة، وأنا حاولت أن أوضح لك الربط ما بين هو نفسي وما هو جسدي.
أيها الفاضل الكريم: زوجتك تحتاج لتطبيق تمارين الاسترخاء، هنالك تمارين التنفس التدرجي، وتمارين شد العضلات وقبضها ثم بسطها أو إطلاقها، هذه سوف تكون مفيدة لها جدا.
فيا -أخي الكريم-: يمكن أن تذهب إلى أخصائية نفسية -وليس طبيبا نفسيا- لتقوم بتدريبها على هذه التمارين، أو يمكنها الاستفادة من أحد البرامج الموجودة على اليوتيوب، هنالك برامج ممتازة جدا على اليوتيوب تساعد كثيرا في ممارسة الاسترخاء والتدرب عليه بصورة جيدة، كما أن إسلام ويب لديها استشارة رقمها (2136015) ذكرنا فيها بعض التوجيهات والتعليمات والنصائح الخاصة بكيفية تطبيق الاسترخاء، فأرجو من زوجتك الكريمة أن تستعين بها.
أيضا أريد من زوجتك الفاضلة أن تعتمد على التفريغ النفسي، التفريغ النفسي نعني به أن الإنسان يجب أن يتجنب الكتمان، ويعبر عن ذاته أول بأول، خاصة في الأشياء التي لا ترضي.
الأمر الآخر: التفاؤل والتفكير الإيجابي، هذا مهم جدا، الحرص على الصلوات في وقتها والدعاء والاستغفار وتلاوة القرآن، كلها أيضا من الأشياء التي تمتص قلق النفس وسلبياتها، وهذا قطعا سوف ينعكس أيضا على الجسد استرخاء وشعورا بالراحة -إن شاء الله تعالى-، رياضة المشي أيضا، إذا اعتمدت عليها زوجتك سوف تفيدها كثيرا.
هذه هي النصائح التي أود أن أوجها لزوجتك الكريمة، ويمكنها أن تتناول عقار بسيط جدا يسمى (ديانكسيت Deanxit)، دواء بسيط، بجرعة حبة واحدة يوميا لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناوله، وإذا لم تجد الديانكسيت سوف يكون الـ (موتيفال Motival) بديلا جيدا، بجرعة حبة واحدة يوميا أيضا لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناوله.
هذا هو الذي أود أن أنصح به، وبارك الله فيكم، وجزاكم الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.