السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجو التكرم بإفادتي حول أسباب ضيق التنفس واضطرابه، والشعور بتوتر في الصدر، مع زيادة في ضربات القلب وتوتر الأعصاب، مما يسبب لي عدم الراحة في النوم، وهذه الحالة تتكرر معي سنويا وتختفي، ولكنها تشعرني بالإرهاق وأحيانا أشعر بأنني متعب جدا، وأتعب معها في أي مجهود، فهل للاكتئاب أو القلق النفسي أثر في ذلك؟ حيث أنني أعاني من آلام في القولون العصبي، مع وجود غازات بشكل غير طبيعي .
السؤال الثاني: ما هي فوائد شرب العصائر المصنعة خاصة الأناناس على الجسم؟ وهل لها مضار صحية؟ كذلك البيرة بدون كحول هل لها آثار جانبية؟
وبارك الله فيكم، ووفقكم للخير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
لا شك أنه توجد أسباب عضوية وأسباب نفسية لضيق التنفس واضطرابه، والحالة التي وصفتها أنت حقيقة هي ذات منشأ نفسي بحت، ولا أرى مطلقا أنها ناتجة عن مرض عضوي كأمراض الرئة والصدر مثلا .
يعرف عن القلق النفسي أنه ينتج عن بعض الاضطرابات الكيميائية، أي أن هنالك إفرازا يحصل لبعض الناقلات أو الموصلات أو المرسلات العصبية، ومن أهمها المادة التي تعرف باسم أدرينالين، وهذا يؤدي فعلا إلى شعور بالضيق أو التوتر في القفص الصدري، كما أنه يؤدي إلى تسارع في ضربات القلب وكذلك زيادة في التنفس والتوتر في الأعصاب.
إذن هو ناتج عن القلق، وفي حالات تكون هذه النوبات شديدة جدا بصورة مخيفة ومزعجة، وفي هذه الحالة يكون التشخيص هو أن الإنسان مصاب بهرع نفسي أو رهاب نفسي، وأتفق معك تماما أن القلق في حد ذاته يؤدي إلى صعوبات في النوم، كما أنه يأتي في شكل موجات لدى بعض الناس، أي لا يكون مستمرا، وربما يظهر في أوضاع معينة أو ظروف معينة أو أوقات معينة من السنة كما يحدث لك، وهو يؤدي حتما إلى الشعور بالإرهاق والإجهاد النفسي والجسدي.
لا أرى أنك مصاب باكتئاب نفسي، ولكن كما ذكرت هذا نوع من القلق النفسي المصحوب بنوبات من الهرع، وبما أنك مصاب أيضا بالقولون العصبي، فهذا يؤكد التشخيص؛ حيث إن القولون العصبي في معظم الحالات منشؤه في الأصل هو منشأ نفسي، ولذا سمي بالعصبي، وأكثر مسبب للقولون العصبي هو القلق النفسي، وفي حالات قليلة يكون هنالك دور للاكتئاب النفسي في أنه سبب في الإصابة بالقولون.
العلاج يا أخي بالرغم من أنك لم تذكر ذلك إلا أنه بسيط جدا، وعليك بممارسة الرياضة، كما أنه سيكون من المفيد لك أيضا ممارسة أي نوع من تمارين الاسترخاء، خاصة تمارين التنفس القائمة على الشهيق والزفير بقوة وببطء، مع الاسترخاء وغمض العينين، ويكون ذلك في مكان هادئ.
توجد أشرطة وكتيبات توضح كيفية إجراء الاسترخاء بصورة صحيحة.
بالنسبة للسؤال الثاني، بالتأكيد العصائر المصنعة بها بعض المضار، ولا نريد أن ندخل في مغالطات مع الشركات المصنعة، ولكن هذه العصائر بها بعض المواد الحافظة التي قد لا تؤتمن، ولا نقول أنها ممنوعة، أو أن المضار كثيرة، لكن على الإنسان أن يقلل منها، وأن يلجأ إلى العصائر الطبيعية بقدر الإمكان، خاصة أن عصير الأناناس الطبيعي هو من العصائر الجيدة والمفيدة، وبه الكثير من الفيتامينات والمغذيات التي تفيد الجسم، وليس للعصائر الطبيعية مضار صحية، إنما لها فوائد، كما أن العصائر المصنعة تختلف من بلد إلى بلد ومن مكان إلى مكان حسب الجودة الصناعية ورقابة الجودة والضوابط التي تقوم عليها.
بالنسبة لسؤالك عن البيرة بدون كحول، هنالك جانب أساسي مهم جدا في هذه القضية، فلقد سمعنا من البعض أن شراب هذه البيرة يؤدي إلى نوع من الاسترخاء، وهذا ربما والله أعلم يشير أن هنالك نوعا من الكحول في داخلها، ولا نستطيع أن نجزم بذلك، ولكن هنالك شيء آخر عن هذه البيرة بدون كحول، فهي في الحقيقة فيها الكثير من الشبه بالبيرة الحقيقية، فانظر إلى نوعية العلب التي تعبأ فيها هذه البيرة بدون كحول، فهي مشابهة ومطابقة تماما للعلب التي تعبأ فيها البيرة الحقيقية، ويمكن للإنسان أن يشرب شراب الشعير المصفى، وهذا يكفي، وأنا حقيقة لا أنصح بها.
وبالله التوفيق.