همتي ضعيفة وزوجي لا يساعدني في أمور التربية!

0 39

السؤال

السلام عليكم.

أشكركم جزيلا على هذا الموقع النافع، وربنا يجزيكم كل خير.

أكرمني ربي بنعم كبيرة، ولله الحمد، صحتي وأهلي وعملي كله بفضل الله سبحانه.

سؤالي عبارة عن توجيه لي؛ لأني دائما لا أحس بما لدي من نعم من ناحية الزوج، مثلا أقول لماذا لم يكن زوجي كذا وكذا؟ هو طيب معي إلا في نقطتين مهمتين دائما تقلقانني، وهما عدم تحمله المسؤولية في المنزل في تربية الأبناء والاهتمام بما يناسبهم، فمفهومه للتربية يختلف عن مفهومي، فهو يري أن الرجل مسؤول عن الطعام والشراب فقط، والنقطة الثانية هي في الفراش فهو سريع القذف، ولا يهتم لذلك، تقريبا اعتدت الوضع، وليست حياتي قائمة على هذا، لكنني دائما مهمومة حزينة، همتي ضعيفة، مقصرة في العبادات، مع ذنوب خلوات في بعض المرات، دائما أتمنى الأفضل، وأقارن نفسي بغيري في كثير من الأمور مثل العمل.

أريد تغيير حياتي، أريد أن أكون نشيطة، أريد أن تكون همتي قوية لفعل كل خير، وأريد أن أهتم بأولادي أكثر، أريد أن أشعر بالحزن والفرح كباقي الناس دائما، أحلم بحياة كلها عمل، وتفاؤل وعبادة وتربية صالحة، لكنني أسوف وأماطل وأخاف أن يدركني الموت وأنا لم أفعل شيئا من ذلك؛ فكل موري متوقفة؛ مثلا دخلت في مسجد تحفيظ القرآن، ولكنني دائما أماطل وأسوف، وقد قرب الامتحان، وأنا متأخرة بثلاثة أحزاب، فمعظم يومي أقضيه نائمة، أو شاردة، مع العلم أنني حامل الآن في الشهر الثالث.

شكرا لكم ومعذرة على الإطالة، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مرام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -بنتنا وأختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك أولا الثناء على الموقع، ونؤكد أن هذا واجبنا، ونحن نشرف بخدمة أبنائنا وإخواننا وبناتنا وأخواتنا، ونسأل الله أن يصلح لنا ولك النية والذرية، وهنيئا لك بشكرك لهذه النعم، فإننا إذا شكرنا نعم الله نلنا بشكرنا المزيد؛ لأن الله يقول: {وإذ تأذن ربكم لأن شكرتم لأزيدنكم}، ونسأل الله تعالى أن نكون وإياك ممن إذا أعطي شكر، وإذا ابتلي صبر، وإذا أذنب استغفر.

سرعة القذف فعلا مصدر إزعاج بالنسبة للمرأة، والحمد لله المسألة لها علاج، والعلاج سهل، ودورك أيضا في مساعدته على هذه المسألة من الأمور المهمة؛ لأنا نعتقد أن التوافق في العلاقة الخاصة له أثر وله انعكاسات على حياة الزوجين.

سعدنا جدا لأنك طموحة في مسألة التربية، حريصة على صلاح الأولاد، فأرجو أولا أن تقبلي من زوجك ما عنده من الإيجابيات وتضخميها وتثني عليه، ثم تذكريه بأن تربية الأبناء والاهتمام بتربيتهم؛ هذا مفهوم وقضية لا بد أن يكون للرجل فيها دور كبير، فالدراسات تثبت أهمية وجود الدور للرجل حتى في تربية البنيات، خلاف ما يعتقده الناس، فالبنت تحتاج لوالدها والولد يحتاج لوالده، وكلاهما يحتاج للأم، فالتربية التي لا يشارك فيها الأب هي تربية عرجاء، ولا نعني بهذا أنك ينبغي أن تقصري لأنه قصر، بل إذا هو قصر ينبغي أن تقومي بواجبك كاملا، ومثلك من الصالحات الفاضلات تستطيع أن تنجح بتوفيق الله تبارك وتعالى، ثم بالاجتهاد، ثم بتشجيع الرجل بتولي بعض المهام الواجبة عليه والتي تعطيك مزيدا من الوقت حتى تقومي بما عليك.

ونتمنى أيضا أن تصلحي ما بينك وبين الله وتستمري في تلاوة كتاب الله والحفظ، ولا تتأخري، ولا تتكاسلي، واحرصي دائما في هذه المرحلة التي فيها جنين في بطنك، على أن تكون صحتك النفسية عالية، واهتمي بتغذيتك، واحرصي دائما على كثرة الترداد لآيات الله وكتابه، فإن الجنين ينتفع بالأذكار والطاعات وبما يسمع من تلاوة كلام ربنا المجيد سبحانه وتعالى.

وتعوذي بالله من العجز والكسل، فإن العجز نقص في التخطيط، والكسل نقص في التنفيذ، ولا تكلفي نفسك من الأعمال إلا ما تطيقين، فإن ذلك مما يعين الإنسان على الاستمرار، وخير البر أدومه، وخير العمل ما داوم عليه صاحبه أن تكون التكاليف والأعمال التي نختارها لأنفسنا مناسبة لقدراتنا، ولظروفنا، ولمهامنا، وهذا مما يعين الإنسان على الاستقامة والثبات.

نسأل الله لنا ولك التوفيق، وأرجو أن تحولي هذه الأماني إلى عمل، ولا تتأخري في تلاوة كتاب الله أو حفظ المطلوب منك، واستخدمي الجوال وكل الوسائل المتاحة في الاستماع إلى الأجزاء التي تريدين حفظها، حتى ولو كنت مشغولة ينبغي أن تكون الآيات تتردد إلى جوارك، فهذا مما يعينك على سرعة الحفظ، ويرسخ عندك المحفوظ في فترات سابقة.

نسأل الله لنا ولك التوفيق، وأرجو أن تسمعي خيرا، ونسأل الله أن يكتب لك السلامة، وأن يصلح لنا ولكم النية والذرية.

مواد ذات صلة

الاستشارات