السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والدتي تبلغ من العمر 48 سنة، تعاني منذ عشر سنين تقريبا من الروماتيزم، وظهرت في ركبتها قبل خمس سنوات تقريبا الصدفية، ثم بدأت بالانتشار في الأكواع والرأس وما حول الأذنين، وكل هذا لم تجد له علاج سوى مراهم موضعية مؤقتة للصدفية، ولم تنفع معها.
أما بالنسبة للروماتيزم فقد استخدمت أدوية كثيرة، ومنها تحاميل، ولكن لم تفد شيئا، سوى أنها تسكن بعض الوقت مع ما تعانيه من آلام في المعدة من تأثيرها، فأحيانا لا تستطيع استخدامها بسبب آلام المعدة، ومؤخرا ظهر في أجزاء من جسدها بقع حمراء، ثم تحولت تدريجيا إلى بقع تميل للسواد.
أرجو توضيح ذلك، وماذا عليها فعله؟ وإن كنتم تنصحونها بالذهاب إلى دكتور، فمن هو هذا الدكتور الذي تنصحونها بالذهاب إليه؟ فهي من سكان الرياض.
جزاكم الله خير الجزاء، وجعله في ميزان حسناتكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الصدفية حالة جلدية غريبة ولكنها شائعة، ويمكن تشخيصها بمجرد رؤيتها، وهي تظهر على هيئة بقع من الجلد الأحمر السميك ذات القابلية الشديدة للتقشر، وتظهر عادة على الكوع من الخلف والركبة من الأمام، وفي فروة الرأس، كما أنها يمكن أن تظهر في أي مكان على الجذع أو الأطراف، والسبب الصحيح لهذا المرض ما زال سرا، كما هو الحال مع العديد من الحالات الطبية.
وقد أظهرت دراسات الجلد نفسه بما في ذلك المناطق غير المصابة بالطفح الفعلي أن هناك سلوكا شاذا للخلايا الجلدية، وكذلك للشعيرات الدموية الدقيقة التي تحمل الأوكسجين وغيره من المواد الغذائية إلى الجلد، ويمكن للصدفية الظهور في أي سن، ولكن طبيعة الاستعداد الوراثي للإصابة بالمرض إذا ما ثبت وجود هذا الاستعداد الوراثي ما زالت غير معروفة، وقد يحدث التهاب بالمفصل المناعي مواكبا للإصابة بالصدفية، ويعزى ذلك أن الأصل في الحالتين يكمن في خلل الجهاز المناعي، وهو ما يسمى بالاعتلال المفصلي الصدفي.
يجب إذن ألا نخلط بين الالتهاب المفصلي المواكب للصداف، وبين نوع الالتهاب المفصلي المرتبط بالصداف ارتباطا مباشرا، والمسمى "الاعتلال المفصلي الصدافي"، ورغم بعض التشابه السطحي فإن هذا المرض هو بحد ذاته مرض مفصلي تماما، وله سمات هامة لا تفرق بينه وبين غيره، ويمكن للاعتلال المفصلي المناعي أن يصيب أي مفصل، ولكنه يختلف عن الالتهاب المفصلي الذي يمكن أن يصيب مفصلا واحدا أو اثنين، ويصبح المفصل ملتهبا، ويسبب الألم والتورم مما يحد من الحركة.
إن المفاصل القريبة من أطراف الأصابع والتي يصعب أن تصاب بالالتهاب المفصلي المناعي هي الأكثر تعرضا للالتهاب، وعندما تلتهب هذه المفاصل فإن الأظافر القريبة منها يحدث بها تلف مباشر ناتج عن الصداف، وفي أبسط حالاتها يوجد توحد تنقير ينتشر عشوائيا على الظفر، ولا يمكن رؤية هذا التوحد إلا بالنظر بتدقيق إلى الظفر ثم بعد ذلك يصيب الظفر تلف شديد ويبدو سميكا وحائل اللون، ويمكن أن يصل التلف إلى حد أن تفصل بين الظفر وطرف الإصبع مادة طباشيرية سميكة، ويمكن أن يصيب الاعتلال المفصلي الصدافي مفصلا ما، وأن يلتهم الالتهاب الأسطح العظمية التهاما كاملا.
وعموما فإن الالتهاب المفصلي الناجم عن الاعتلال المفصلي الصدافي أقل شدة من الالتهاب المفصلي العادي، ويكون المصابون به في حالة أفضل على المدى الطويل.
العمل: إذا سببت أدوية الروماتيزم أعراضا جانبية كعسر الهضم أو الحموضة أو آلام المعدة:
عادة ما ينصح الطبيب إما بتغيير العلاج بنوع آخر، أو إنقاص الجرعة والإصرار على تعاطي الدواء بعد الأكل، مع تناول قليل من اللبن البارد، ويمكن أيضا استعمال أسلوب الحقن بالعضل، حيث يقلل ذلك كثيرا من الأعراض الجانبية للجهاز الهضمي.
عليك استشارة طبيب المفاصل والروماتيزم بالإضافة إلى الجلدية، والله الموفق.