السؤال
السلام عليكم.
الدكتور الفاضل محمد عبد العليم: أنت تعلم حالتي، وهي عبارة عن قلق وخوف شديد واكتئاب واختلال أنية، وضعف شديد في الذاكرة، كانت ذاكرتي ضعيفة لكن عملت 4 جلسات كهرباء منذ أكثر من شهر ونصف، بعدها بأسبوع أصبت بشبه فقدان بالذاكرة، لا أتذكر الأحداث اليومية، وأشعر أنها وهم، وأنها حدثت منذ زمن طويل، ولا أركز بشيء، فمثلا: إذا قال لي شخص شيئا لا أتذكره، وأنسى ما فعلت، ماذا أكلت أيام الأسبوع، والتواريخ، هل أصابني تلف بالدماغ، ومتى ترجع الذاكرة بعد الجلسات الكهربائية؟
اتفقت معك على السيروكسات cr 12.5، تناولته لمدة 3 أسابيع، والآن سأرفعه ل 25، والشهر الذي يليه سأرفعه ل 37.5، وراجعت الطبيب حيث شعرت من كلام الطبيب أنك جربت كل الأدوية، وأن حالتي مستعصية، وأنني عندما تحسنت بعد عام من الدواء كان محض صدفة، هذا ما فهمت، حيث أضاف لي بعض الأدوية مثل الأوليكسا 5، واللاميكتال 100، وقال راجعني بعد شهر، شعرت أنني أحتار بحالتي، فأنا قلق جدا من هذا الموضوع، وقال لي: أنت بحاجة لعلاج نفسي، وأنا لا أعمل، ولا أستطيع أخذ العلاج النفسي.
السؤال: هل أبقى على الأدوية ولا أراجع الطبيب؛ لأنني أدفع كشفية بدون أي حلول، أم أتجه لطبيب آخر؟ وجاءني اليوم عمل بدوام كامل، فاقترحت على الشركة أن أداوم من البيت بدوام كامل.
المشكلة أنني لا أركز، ولا أتذكر شيئا، أخبرني ماذا أفعل بالتفصيل دكتورنا الفاضل؟ ثقتي بك كبيرة، أعطني بعض النقاط والنصائح التي أقوم بها من ناحية الدواء، ومن ناحية العلاج النفسي أو المعرفي، وخصوصا موضوع الذاكرة، ولا أريد أن أذهب للأطباء، مللت منهم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ akms حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية.
أخي الكريم: حالتك معروفة جدا بالنسبة لي، ومن صيغة رسالتك أقول لك أن ذاكرتك الحمد لله تعالى في أوجها وفي قمتها. رسالتك منسقة، لا توجد فيها أي فجوات تشير إلى خلل حقيقي في الذاكرة، والذي يحدث لك -أخي الكريم- هو شعور بعدم القدرة على التركيز، خاصة للأحداث الجديدة أو الأحداث الآنية، وعدم القدرة على التسجيل، وهذا شعور أكثر مما هو حقيقة، ويعرف أن ذلك يحدث لبعض الناس بعد عمل الجلسات الكهربائية، وهذا الأمر ينتهي تماما، أربع إلى ست أسابيع بعد الجلسات الكهربائية.
فيا -أخي الكريم-: أرجو أن تطمئن، من الناحية الفسيولوجية والناحية المتعلقة بأعصاب الدماغ: الكهرباء لا تؤدي إلى أي تلف، هذا أمر الآن قد قتل بحثا -كما يقولون- وهذا هو الواقع الذي أمامنا.
ويا أخي: لا تراقب نفسك كثيرا في موضوع التذكر، ذاكرتك جيدة جدا، ذاكرتك ممتازة جدا، وهنالك خطوات بسيطة يمكن أن تساعدك كثيرا:
أولا: تجنب السهر.
ثانيا: احرص على النوم الليلي المبكر.
ثالثا: في الصباح بعد أن تصلي الفجر علم نفسك أن تحفظ أذكار الصباح، كررها ورددها، وحفظها سهل جدا، وللشخص الذي يحفظها لا تستغرق من خمس إلى سبع دقائق. سوف تحس أن ذاكرتك طيبة جدا، لأن الشيء ذو المعنى والقيمة العظيمة يسهل حفظه ويسهل استرجاعه واستدراكه.
رابعا: أريدك أن تدرب نفسك على معلومات آنية، مثلا: تكتب اسم شخص وعنوانه البريدي، وتكرر شفاهة هذا الاسم وهذا العنوان، وبعد خمس دقائق تسترجع وتتذكر هذا الاسم وهذا العنوان، أي أنك تذكره، وسوف تجد نفسك أن ذاكرتك ممتازة جدا. هذا نوع أيضا من التمارين الجيدة.
خامسا: حاول أن تحل بعض المعادلات الرياضية البسيطة، هذا أيضا فيه فائدة كبيرة.
سادسا: حين تكون جالسا أمام التلفزيون مثلا وتستمع الأخبار حاول أن تتابع الخبر الأول في النشرة بدقة، وبعد انتهاء الأخبار حاول أن تستعيد تفاصيل ذلك الخبر، وهكذا.
أيضا كثير من الناس وجدوا أن القرآن الكريم يحرك لديهم الذاكرة والاستذكار، وكما ذكرت تجنب الإجهاد النفسي والجسدي مهم جدا جدا، وذلك يتأتى من خلال: النوم الليلي المبكر، ويجب أن تحرص أيضا على التغذية السليمة، ويجب أن تمارس الرياضة.
وهنالك عقار يسمى (نوتروبيل Nootropil) واسمه العلمي (بيراسيتام Piracetam)، ذكر عنه أنه جيد أيضا لزيادة الدورة الدموية الدماغية، مما يساعد أيضا على سرعة التذكر، فيمكن أن تتناوله بجرعة أربعمائة مليجرام صباحا ومساء لمدة شهر مثلا، ثم تتوقف عن تناوله، لا أراك هناك مشكلة حقيقية، وهذا الأمر سوف ينتهي تماما.
أما ما ذكره لك الطبيب أو الانطباع الذي خرجت به أن كلامه كان سلبيا: أخي الكريم؛ ما قاله لك ليس صحيحا، وأنا أقول لك أن بعض الناس لم يستفيدوا من بعض الأدوية في الوهلة الأولى، وفي المرة الثانية استفادوا منها، فإن شاء الله الأمر بسيط وسهل.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.