السؤال
عندما كنت في سن المراهقة كنت أعاني من الرهاب الاجتماعي الشديد، والآن ما زلت خجولة وعلاقاتي الاجتماعية ضعيفة، ولكن أفضل بكثير جدا من السابق.
ذهبت للطبيب النفسي مؤخرا بسبب الاكتئاب الشديد، واضطرابات النوم مع أشياء أسمعها وأراها وأشياء أخرى، فشخصت بالاضطراب ثنائي القطب واضطراب القلق المعمم، وصرت أستمر على الجلسات مع الاخصائية، وأتناول (ليكساسير١٠) و(كاربتيك٢٠٠)، تحسنت -بفضل الله- ولكن ما زلت أعاني من الاكتئاب ورغبة ملحة بالموت.
بالنسبة للأخصائية النفسية: لدي رغبة مزدوجة في تركها والاستمرار معها، أشعر تجاهها بنوع من الثقة والارتياح، وآمل أن أتحسن معها، وعلى الرغم من ذلك أشعر بالانزعاج والضيق عندما تسألني عن المواقف والأحداث السابقة في حياتي، وخصوصا عن مشاعري وعن نفسي، ودائما لا أستطيع قول ما أريد قوله، لأني لا أعي ما أريده، أو لأن كلماتي لا تسعفني.
لذلك أرى بأنها لن تفهمني إذا لن تستطيع مساعدتي أو أرى بأنها تتدخل في أمور لم يسألني بها أحد قبلها فلا أرغب بالاستمرار معها كي لا تكتشف عيوبي ومساوئي الشخصية أكثر. صرت أفكر فيها وأتخيل أني أتكلم معها ليل نهار، صرت أكثر انزعاجا وحزنا، ضيق الصدر زاد، أسرح أغلب أوقاتي، وأركز أكثر على ردات فعلي. بماذا تنصحني؟
ملاحظة: بشكل عام لدي مشكلة عدم قدرة إيصال ما أفكر به للآخرين، فمثلا إن أردت أن أقول لأمي أريد أن آكل تفاحة، أنسى اسم تفاحة! فأحاول وصف التفاحة حتى تفهمني إلى أن أتذكر، وقد لا أفعل إلى انتهاء الحديث بيننا.
أسأل الله أن يجزيكم الخير في الدنيا والآخرة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.
طبعا - كما تفضلت - حالتك قد تم تشخيصها بواسطة الطبيب النفسي، وقد وصف لك العلاج اللازم، وبفضل من الله تعالى تحسين بالتحسن، إذا عليك بالمتابعة مع طبيبك، واتباع الإرشادات الطبية، خاصة فيما يتعلق بتناول الدواء.
أما علاقتك بالأخصائية النفسية فيجب أن تنظري إليها كعلاقة إيجابية، وإن شاء الله هي مؤتمنة على أسرارك وعلى خصوصياتك، والمختص النفسي دائما يحاول أن يدخل في أعماق الإنسان ويستكشف دواخله والأشياء المخزونة في العقل الإرادي والعقل الباطني – غير الإرادي – لأن السلبيات تحتقن داخليا عند الإنسان إذا لم يحدث لها نوع من التفريغ النفسي فلن يحدث تقدم علاجي، وكثير من المعالجين لهم رؤية، أن مجرد الحديث عن المشاكل أو الصعوبات – حتى دون طرح علاجات أو حلول لها – هذا في حد ذاته يؤدي إلى تحسن كبير من خلال التعبير عن الذات، والذي ينتج عنه التفريغ النفسي.
أنا أرى أن تستمري مع الأخصائية النفسية، وأن تنظري لعلاقتك معها كعلاقة علاجية إيجابية، ويمكن أن تعبري لها عن تحفظاتك والنقاط التي لا تحسين فيها بالارتياح.
أنا أريدك أن تهتمي بأشياء معينة، لأن ذلك سيجعلك أكثر قدرة وتأهيلا من الناحية الاجتماعية.
أولا: يجب أن تحسني إدارة وقتك، ويجب أن تكوني قادرة على تنظيم الوقت، هذا أحد البوابات الرئيسية للنجاح، والإنسان الذي ينظم وقته يستطيع أن ينظم ويدير حياته بصورة إيجابية.
خطوات حسن إدارة الوقت وتنظيمه هي:
1. اللجوء إلى النوم الليلي المبكر، وتجنب السهر، لأن النوم الليلي المبكر يؤدي إلى ترميم كامل في الخلايا الدماغية وأجزاء الجسد، وهذا ينتج عنه حقيقة تولد طاقات إيجابية، يستيقظ الإنسان نشطا، ويؤدي صلاته في وقتها، ويمكن أن يستفيد من الصباح كثيرا، مثلا: الدارسة في الصباح والمذاكرة قبل أن تذهبي إلى مرفقك الدراسي، هذا أمر جيد ومفيد جدا، وممارسة بعض التمارين الرياضية في فترة الصباح، تقرئين وردك القرآني اليومي في فترة الصباح...هذا كله يعود عليك بخير كثير.
2. النقطة الثانية هي: أهمية ممارسة الرياضة، أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة سوف تكون مفيدة بالنسبة لك.
3. أضف إلى ذلك أهمية تمارين الاسترخاء، وأنا متأكد أن الأخصائية النفسية تكون قد أشارت لهذا الموضوع، ويمكن أن تدربك على ممارسة هذه التمارين، فهي مفيدة جدا.
4. بجانب ذلك: كوني إيجابية في تفكيرك.
5. طوري مهاراتك الاجتماعية من خلال تطوير تعبيرات الوجه، والتحكم في نبرة الصوت ولغة الجسد.
6. دائما الإنسان ينظر لنفسه نظرة إيجابية، وكذلك ينظر للآخرين نظرة إيجابية، ويقبلهم كما هم لا كما يريد، وما لا يقبله لنفسه لا يقبله لغيره.
7. احرصي على ما ينفعك، وكوني نافعة لنفسك ولغيرك، واستعيني بالله ولا تعجزي.
هنالك كتاب ممتاز يسمى بالذكاء الوجداني أو العاطفي، معروف، كتبه (دانيل جولمان) رائد هذا العلم، والكتاب ألف سنة 1995م، أرجو الحصول على هذا الكتاب وقراءته بتركيز، وستجدين فيه فائدة كبيرة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.