السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كيف أكون ملتزما بالصلاة وأبتعد عن الفواحش وألتزم بقراءة القرآن الكريم كل يوم وأكون متبعا للخير وطريق الحق؟ وكيف أبتعد عن المرافقات عن الشر وطريق الشيطان وأكون متقيدا بالدين، وأكون ثقيلا عندما لو أشاهد الفواحش؟
وهنا سؤال مهم:
كيف أكون ولدا صالحا من كل النواحي وملتزما بالصلاة؟
لأني بصدق أحيانا أستبشر بالصلاة وفترة أبتعد عن الصلاة؟
والله المستعان، وبارك الله فيكم في الدنيا والآخرة، أنتظر الرد منكم بإذن الواحد الأحد، وسلامي لكم، ولكل مشايخنا بالأمة الإسلامية.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز/ عمران .. حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:
فنسأل الله العظيم أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يرزقك الهدى والتقى والعفاف والغنى، وأن يعيننا جميعا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
فاصدق الله يصدقك، واسأل الوهاب أن يعطيك ويهديك، واعلم بأن الإيمان ليس بالتمني ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل، فاشغل نفسك بالخير واطلب لنفسك رفقة الخير، وتذكر أن شغل الشيطان أن يمنعك عن الصلاة والذكر والخير.
وأرجو أن تحافظ على الصلاة فإنها عنوان كل خير، وهي ناهية عن الفحشاء والمنكر، وهي الفارقة بين المسلم وغيره فقد قال صلى الله عليه وسلم: ((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)) وإذا واظب الإنسان على الصلاة في جماعة فإنه سيجد الأخيار.
وإذا لم يشغل الإنسان نفسه بالخير شغلته بالباطل، وإذا حفظ الإنسان لحظه ولفظه؛ حفظ الله له قلبه ومتعه بحلاوة الإيمان، وأحسن من قال:
كل الحوادث مبداها من النظـــــر *** ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فعلت في نفس صاحبها *** فعل السهام بلا قوس ولا وتــــــر
يسر ناظره ما ضر خاطــــــــــره *** لا مرحبا بسرور عاد بالضــــــرر
ومن هنا يتجلى الإعجاز في قوله تعالى: ((قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم))، ولن تحفظ الفروج وتطهر القلوب إلا بحفظ الأبصار ومراقبة العليم الجبار.
ونحن نوصيك بتقوى الله وطاعته وأرجو أن تفوز بدعاء والديك، ولن نبخل نحن بدعائنا لك، فاطرد عن نفسك الكسل وجدد العزم، واعمل الخير، وفكر في البر، واحرص على صلة الأرحام والإحسان إلى المحتاجين والأيتام، واعلم أن من كان في حاجة إخوانه كان الله في حاجته، ومن يسر على معسر يسر الله عليه.
والله ولي التوفيق والسداد.