السؤال
أنا متزوجة وعندي ثلاثة أولاد أعمارهم: 5، 8، 11 سنة، تزوج زوجي بامرأة أخرى، وكانت نيته في زواجه الثاني -حسب قوله- هي إسعاد إنسانة تأخر بها سن الزواج، أو تكون أرملة أو يكون لها يتم، وقد أكد لي بأنه سيعدل معي ومع أولاده، وسيكون أحسن من الأول في الإنفاق والرعاية بما يرضي الله، ومع أنه وافق في بداية الأمر على شروطي في المبيت وهو 5 أيام عندي، حيث يقضى وقتا كافيا مع الأولاد خصوصا في وقت المذاكرة، ويومان عندها: لم أقبل أن أعيش معه، وسافرت إلى بلد أهلي، وقد حاول معي أن أعود مرة ثانية إلى البيت وأعيش معه، ولكني رفضت حيث نصحتني خالتي وأخي بألا أرجع حتى يطلق الأخرى، وقد مضت أربعة أشهر على ذلك، ومنذ ذلك الوقت بدأت الحالة النفسية لأبنائي، خصوصا ابني الأصغر بدأت حالته تسوء، حيث أصبح منطويا على نفسه في المدرسة، ودائما يسأل أخاه الأكبر: متى سيعود بابا إلينا؟ ودائما ينادي أخي بـ" بابا ".
زوجي منذ ذلك الوقت وهو يحاول معي أن أرجع وأعيش معه، وحاليا هو مفوض أخته في إعطائي المصروف الشهري، والذي هو أقل من المبلغ المتفق عليه، ولكنه يبرر بأنه يفعل هذا حتى يتم الضغط علي وأعود إليه، مع العلم أنه توجد مشاكل بيني وبين أخته، وأخيرا اتصل بي وعرض علي أن نبدأ صفحة جديدة، وأن يزيد من المصروف على أن يسافر إلينا كل ثلاثة أشهر ليرى الأولاد، حيث إنه يعمل في بلد عربي، أنا في حيرة من نفسي: هل أعود إليه حتى أحافظ على التنشئة الطيبة للأولاد، أم أستمر على الوضع الحالي وأبقى في بيتي في بلد أهلي، أم أستمر في إجراء الطلاق، حيث قد بدأت في إجراءات رفع قضية طلاق ونفقة لي دون علم زوجي؟ أفيدوني باستشارتكم مشكورين.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونشكرك على اتصالك بنا، وهذا إن دل فإنما يدل على ما أنت عليه من خير وفضل وعقل وحكمة، ورغبة في الخير واستعداد للتضحية من أجل الأولاد، وهذه كلها أمور مشجعة، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يثبتك على الحق، وأن يمن عليك أنت وزوجك وأولادك بالأمن والأمان والاستقرار والسعادة في الدنيا والآخرة.
واعلمي أختي أن مجرد استشارتك لنا تدل على خير كثير فيك، وأنك سيدة عاقلة فاضلة ومحترمة، لذا أنصحك أختي أم محمد بقبول عرض زوجك فورا وبلا تردد حفاظا على أسرتك من التشرد والضياع، وعلى أولادك من التفلت والانحراف.
وأنا واثق من أن تواجدك أنت وأولادك مع زوجك كفيل بحل جميع المشاكل إن شاء الله، فالمرأة العاقلة مثلك بمقدورها أن تتغلب على جبال من المشكلات، ولا تسمعي لنصيحة هؤلاء الذين وإن كانوا قريبين منك والله ما دلوك إلا على ما يغضب الله ويخرب بيتك ويدمر أولادك، كان من الممكن جدا أن تواصلي الرحلة وأن تتركي النتائج للأيام، وأن تضعي يدك في يد زوجك أكثر من الأول، وأن تظلي أنت سيدة المنزل الأولى، وأن تطوي هذه الزوجة الجديدة تحت جناحك، فأنت الأولى التي لا تنسى حتى وإن تزوج كل يوم امرأة، وأنت أم الأولاد الذين ظفرهم عند أبيهم يساوي الدنيا وما فيها، فمركزك قوي جدا، لكنك تركت ذلك كله لتعيشي عيشة غير مستقرة تحت رحمة أناس لا يدركون حجم معاناتك الحقيقية، دفعهم الجهل والطيش والعادات البالية إلى تحريضك على رفض شرع الله، ومحاربة زوجك في أروقة المحاكم وهو لم يرتكب شيئا محرما، وإنما كان بمقدوركم التفاهم وحل الأمور بهدوء وبعيدا عن القضاء ومشكلاته.
لذا أنصحك بسحب القضية فورا، والاتصال بزوجك وقبول عرضه الأخير، واعلمي أن ذلك ليس ضعفا، وإنما هو عين الحكمة والقوة.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق وعودة المياه إلى مجاريها ولم شمل أسرتك في أقرب فرصة، وبالله التوفيق.