تعبت من وساوس عظيمة اقتحمت حياتي، فكيف أتخلص منها؟

0 28

السؤال

السلام عليكم..

أنا شاب عمري 15 سنة، رجاء أريد منكم جوابا دقيقا جدا.

عندي وسواس في ذات الله؛ يعني عندما أصلي يأتيني يقول لي أنت تسجد لغير الله، ويقول لي أنت تصلي لمن أمامك، وعندما أقول لا إله إلا الله، يقول لي تقصد هذا الذي أمامك هو الله (والعياذ بالله)!

وأنا أحاول أن أزيل هذه الأفكار ولكن لا جدوى، أو عندما أذكر الله تأتيني تخيلات لا أعتقد تأتي لأي أحد! ماذا أفعل؟

أريد أن أتخلص من هذا الوسواس بأقرب وقت لكنني غير قادر، وأيضا عندما أخلص من الصلاة مباشرة أقول الشهادة لأنني أخاف أني أشركت بالله.

قبل أن أبدأ صلاتي أتعوذ من الشيطان، وبالرغم من ذلك ينتابني الوسواس، فصرت أؤخر صلاتي حتى لا يأتيني الوسواس.

تخيل أني عندما أستيقظ وتقع عيني على أي شيء أمامي، ينتابني وسواس يخبرني هذا ربك (والعياذ بالله).

على الرغم من مجاهدتي للوساوس، إلا أنها تأتيني في كل وقت تقريبا.

أريدكم أن تقولوا لي هل هذه وساوس أم من نفسي؟

علما أني أول ما أبدأ صلاتي يقول لي سوف تصلي لمن أمامك، وأخاف أن النية حقا أنني أصلي لمن أمامي!

وفي نهاية حديثي أقول لكم: شكرا جزيلا على جهدكم وتعاونكم مع كل من لديه هذا الداء الخطير
وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Fadi حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك ولدنا الحبيب في استشارات إسلام ويب. نشكر لك تواصلك معنا، واهتمامك بشأن دينك وصلاتك، ونسأل الله تعالى أن يثبتك على الحق والخير، وأن يصرف عنك شر الشيطان وكيده، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

ما تعاني منه – أيها الحبيب – من هذه الوساوس أمر يعرض لكثير من الناس، ولا سيما في مثل سنك المبكر، وهذا نوع من كيد الشيطان يحاول به أن يصدك عن ذكر الله وعن الصلاة، فهذا طريقه وسبيله، كما أخبر الله تعالى عنه في كتابه الكريم، وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه قعد لابن آدم بأطرقه كلها، يعني: كلما أراد الإنسان أن يتوجه إلى باب من أبواب الخير ويسلك طريقا من الطرق التي توصله إلى جنة الله، فإن الشيطان يقعد له على هذا الطريق ليصرفه عنه ويصده عن المضي في هذا السبيل بكل الوسائل الممكنة.

فإذا أدركت هذه الحقيقة علمت أنك في معركة مع الشيطان، وستأخذ الوصايا والنصائح النبوية التي تعينك على الانتصار في هذه المعركة، ستأخذها مأخذ الجد.

والنصائح النبوية – أيها الحبيب – تتلخص في أمور ثلاثة:

الأمر الأول هو: أن تلجأ إلى الله تعالى بالذكر وبالاستعاذة وطلب الحماية من الله تعالى من الشيطان الرجيم عندما تهاجمك هذه الوساوس، فإذا هاجمتك قل: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال للموسوس: (فليستعذ بالله ولينته).

العلاج الثاني هو: الانتهاء والانصراف عن هذه الوساوس بعدم الاشتغال بها، وعدم الاهتمام بها، فهي وساوس حقيرة، لا ينبغي أبدا أن تهتم بها وأن تنشغل بها، فإن وجود الخالق سبحانه وتعالى بعدد المخلوقات، كل واحد من هذه المخلوقات يدل على وجود الخالق سبحانه وتعالى، وأنت بنفسك أكبر برهان وأعظم دليل على وجود هذا الخالق.

فهذه حقيقة لا تحتاج إلى أن تعتني كثيرا بإقامة الدليل عليها، أو أن يشككك الشيطان فيها. فانصرف عن هذه الوساوس تمام الانصراف، لا تبحث عن أجوبة لأسئلتها، ولا تهتم وتغتم عندما ترد عليك، فإن الشيطان يحاول أن يدخل الحزن إلى قلبك ويكره إليك الطاعات والعبادات، كما قال الله تعالى عنه في سورة المجادلة: {ليحزن الذين آمنوا}. فإذا علمت هذا زال عنك هذا الهم.

ومما يؤنسك – أيها الحبيب – ويدخل السرور إلى قلبك أن تعلم بأن هذه الحالة كانت تعرض لكثير من الصالحين ومنهم بعض الصحابة، فإن الواحد منهم كان يجد في نفسه هذه الوساوس ويحاول الشيطان أن يفعل به ما يحاول أن يفعله بك الآن، فكانوا يذهبون إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويخبرونه عن أنهم يجدون في نفوسهم شيئا، ولكنهم يخافون من الكلام والبوح به، فيخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم بأن هذا من الشيطان، ويقول لهم: (ذاك صريح الإيمان)، يعني: وجود هذا الخوف منكم والقلق من هذه الوساوس دليل على وجود الإيمان في القلب، ويقول: (الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة).

فهذا يؤنسك ويدخل السرور إلى قلبك، وتعلم أنك لست أول من يحول الشيطان أن يبتليه بهذا، ولكن كن جادا في الأخذ بأسباب الشفاء من هذه الوسوسة، وهو اتباع النصائح النبوية التي أرشدناك إليها. فإذا:
1. استعن بالله. هذه النصيحة الأولى.
2. النصيحة الثانية: الانصراف بالاشتغال بأي شيء آخر غير هذه الوساوس.
3. النصيحة الثالثة: الإكثار والمداومة على ذكر الله، فإن الشيطان ينفر من ذكر الله تعالى.

نسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يذهب عنك كل سوء، وأن يثبتك على الحق والخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات