السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ أن كنت طفلة كان لدي حالة من القلق من كل شيء، وتضخيم الأمور، ولدي خوف من تحمل المسؤولية، عندما أستيقظ في الصباح يكون لدي خوف وقلق وشعور مزعج، هذه الفترة أشعر بقلق بعد أن تقدمت لوظيفة معلمة، علما أن التوظيف في الدولة ضعيف، ولن أتوظف قبل 3 سنوات، ولكن من الآن أفكر بشكل مفرط كيف سأنظم العمل بين منزلي والعمل، مع أنني أقول لنفسي: إن هناك العديد من النساء اللواتي أعرفهن موظفات، والحياة جميلة.
أنا أعرف أنني أفكر بشكل مضخم، وأحاول تجاهل هذا التفكير، وأخاف كثيرا من المستقبل، أريد دواء يساعدني، واستراتيجيات لتغيير تفكيري، المشكلة الجميع يقول لي: فكري بإيجابية، ولكن كيف سأفعل هذا؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مرام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
طبعا أنت لا تعانين من أي مرض، أنت لديك طاقات نفسية إيجابية، قد تكون زائدة عن الحد قليلا، ومن هذه الطاقات النفسية القلق، وهي طاقة إيجابية مطلوبة لأن نثابر، ولأن ننجح، ولأن نكون من المتميزين، لكن القلق حين يزيد يجعل الإنسان في حالة من اليقظة الزائدة والتحفز الشديد، ويحدث ما نسميه بـ (القلق التوقعي)، أن يضع الإنسان افتراضات ليست سليمة، وهذا قطعا يولد المزيد من القلق السلبي.
هذا هو التفسير لحالتك، كما ذكرت لك هذه مجرد ظاهرة وليست مرضا أبدا، والحمد لله أنت لست من المتقاعسين، ولست من السلبيين والانهزاميين، وهذا في حد ذاته يجب أن يكون إضافة عظيمة جدا لك ولحياتك ولطريقة تفكيرك.
أيتها الفاضلة الكريمة: حسن إدارة الوقت سيكون مساعدا لك جدا، وحسن إدارة الوقت يعني: أن تتجنبي السهر، وأن تبدئي بالنوم الليلي المبكر، وتستيقظي لصلاة الفجر وأنت في كامل الطاقات والقوة، وتبدئي بعد ذلك مسيرة يومك في قمة النشاط والتركيز، وحسن إدارة الوقت دائما تعطي الإنسان الشعور الإيجابي.
من الأشياء المهمة جدا هي: أن تمارسي الرياضة، رياضة مثل المشي، مهم جدا، جميل جدا، مفيد جدا، ويجعل الطاقات القلقية السلبية طاقات إيجابية. فأرجو أن تعطي نفسك فرصة في هذا السياق.
أيضا مارسي بعض تمارين الاسترخاء، كتمارين التنفس المتدرجة، إسلام ويب أعدت استشارة رقمها (2136015) يمكنك الاطلاع عليها لمعرفة كيفية ممارسة هذه التمارين، كما أنه توجد برامج كثيرة جدا للاسترخاء على اليوتيوب، فيمكنك أن تستفيدي من أحد هذه البرامج.
طبعا قد تكون هنالك فعلا صعوبة في الحصول على العمل، لكن هذه مشكلة عامة ويجب ألا تنظري لها بشخصنة، أي ألا تجعلي التفكير السلبي حول هذا الموضوع ينعكس على نفسك وذاتك، ويمكن مثلا الآن أن تبدئي مشروع، تحفظي أجزاء من القرآن الكريم، القراءة، الاطلاع، أشياء كثيرة جدا يمكن للإنسان أن يقوم بها. أن تكون هنالك إيجابية في طريقة تفكير الإنسان، هذا هو الأساس والمهم والضروري جدا، وما دام الجميع يقول لك أن فكرك إيجابي، نحن نقول لك كذلك، وبالفعل فكرك إيجابي.
أنا لا أراك حقيقة في حاجة إلى دواء، لا أرى ذلك، لكن إن أردت شيئا يخفف عليك قليلا أعتقد أن عقار (ديانكسيت) بجرعة حبة واحدة في اليوم لمدة شهر أو شهرين – أو عند اللزوم – سوف يكون مناسبا جدا بالنسبة لك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.