السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في آخر 3 أشهر بدأنا نلاحظ كثرة المشاكل في البيت، وخاصة عندما يرجع أبي إلى المنزل بعد عمله، نراه يفتعل المشاكل على أتفه الأسباب، وتسيطر علينا حالة من الكآبة طوال اليوم، ويصيبنا خمول وكسل.
أضف إلى ذلك كثرة الخراب في البيت، بحيث لو أصلحنا شيئا معينا يخرب شيء مشابه له في ذات اليوم، إذا أصلحنا (لمبة) تخرب أخرى، واذا أصلحنا الكهرباء في غرفة تخرب الكهرباء في الغرفة الأخرى، وهذا دواليك حتى إنه ذات مرة ذهبت أمي إلى طبيب الأسنان لمعالجة ضرسها، فعندما رجعت إلى البيت أصبحنا نحتاج لنصلح أسنان أختي إذ أن ضرسها قد كسر، فهل يعود السبب إلى حسد في البيت.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يزن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يعيد إلى بيتكم الطمأنينة والأمان.
لا يخفى عليك أن البيوت ينبغي أن تعمر بذكر الله وتلاوة كتابه، ونحرص على الأذكار عند الدخول وعند الخروج، وأذكار الصباح والمساء، وعند النوم، وعند الاستيقاظ، يعني: أذكار الأحوال التي علمنا إياها رسولنا -صلى الله عليه وسلم-.
كما أرجو أن نحرص على الوفاق، فإن الخصام شر، والخلاف شر، وأراد النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يخبر بليلة القدر -ليلة الرحمة والبركات والخيرات- فتلاحى رجلان _أي تخاصما)، فرفع الله علمها، أخذ من هذا أن الخصام والجدال والغضب سبب لنزع الرحمة، وسبب لحرمان الناس من الخير.
كذلك أرجو أيضا أن تحرصوا دائما على تحصين أنفسكم وقراءة الرقية الشرعية، ثم عليكم بتفادي الأسباب التي تغضب الوالد، وفعلا: لما يأتي الوالد من العمل يحتاج إلى هدوء، ويحتاج إلى طمأنينة، ويحتاج إلى الراحة، ربما جائع يحتاج إلى طعام، ولذلك ينبغي أن نتجنب عرض الإشكالات عليه عند مجيئه، ولا شك أن الأسرة تعرف الأمور التي تضايق الوالد، فمن الضروري تفادي هذه الأمور التي تزعج الوالد، واحرصوا دائما على أن تخففوا عن الوالد والوالدة، وتجنبوا أسباب الإزعاج لهم، وأسباب الخصام التي تفجر مثل هذه المشكلات.
كذلك أيضا عندما تعملون عملا داخل البيت أو تصلحوا شيئا ينبغي أن تذكروا الله، ونحرص على أن نبسمل، وأن نحرص دائما أن نقول: (ما شاء الله تبارك الله) إذا كان شيئا يعجبنا، هذه احتياطات لا بد من الأخذ بها، والحرص عليها، حتى يتغير هذا الوضع.
ولا مانع أيضا من قراءة الرقية الشرعية على البيت، أو المجيء براق شرعي، وأفضل من ذلك أن يعمر البيت بتلاوة سورة البقرة، فإن الشياطين لا تدخل في بيت تقرأ فيه سورة البقرة.
نسأل الله أن يعينكم على الخير، ونعتقد أن التذكير بهذه الطريقة ومراجعة النفس والحرص على الطاعات، فالصلاة أمان في الأرض وأمان في البيت، كما أننا نحرضكم على سلامة الصدر تجاه بعضكم، وافعلوا الخير لعلكم تفلحون، واعلموا أن الإنسان إذا كان في حاجة إخوانه المحتاجين كان الله في حاجته، وعليكم بالدعاء، ثم الدعاء، ثم الدعاء، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.