السؤال
السلام عليكم.
ابنتي غيرت مدرستها برغبتها عمرها 8 سنوات، لكن في المدرسة الجديدة أصبحت تبكي بدون سبب ظاهر، مرة تتعلل بأنها تبكي حزنا على جدها المتوفي، والذي أصلا مات منذ أكثر من أربعين سنة، ومرة تقول تخيلت أنني فقيرة، ومرة لا أعرف، بصراحة احترت معها، أرجوكم ماذا أفعل؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم البنات حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم بموقعنا
رفض الطفل أو الطفلة للمدرسة قد يكون له أسباب كثيرة؛ لكن من الأسباب الشائعة هو تعرضها للتنمر من قبل الطلاب الآخرين، لذلك تحتاجين لتحري هذا الأمر مع المدرسة أولا، ومع الطفلة ثانيا، بحيث تشعرينها بالاطمئنان والأمان، وأنها لن تعير أو تلام على هذا الموضوع، مع إظهار اهتمامك بها ومناصرتها، وهذا يرجع لطبيعة علاقتك العاطفية معها، وهل أسلوبك كأن معها قاس أو منفر، لأنه لو كان كذلك فلن تظهر لك أسرارها، وستلجأ لاختراع أعذار مختلفة تجنبا للوقوع في دائرة النقد واللوم.
قد تكون هناك أسباب أكثر إيلاما، مثل تعرضها لمحاولات تحرش من قبل أطفال آخرين، أو حتى من قبل راشدين، وهذه الحالة تتطلب أن تكوني أكثر قربا منها، وأكثر طمأنة لها.
من الأسباب المحتملة كذلك، تعرضها لموقف ضاغط في الصف، إما من معلمة المادة، أو من الطلاب، وشعورها بالخزي والعار جراء السخرية والنقد لها داخل الصف، وفي مثل هذه الحالة تحتاجين للبحث والتحري عن هذا الأمر.
من الأسباب المحتملة كذلك، هو عدم انتظام نومها، وعدم الحصول على كفايتها للغذاء والطعام أثناء الدراسة.
من الأسباب المحتملة كذلك، نقص الدافعية وعدم الرغبة بالدراسة لوجود أمور أكثر إبهاجا وإسعادا من الدراسة، مثل الجلوس على النت، أو الاندماج في الألعاب الإليكترونية، وهذا الحال يتطلب أمرين:
الأول: تنظيم وقت النت والألعاب.
الثاني: التحفيز الدراسي، وذلك بذكر مزايا مستقبل المتعلمين، وكذلك التشجيع بالهدايا عند النجاح والتفوق في المواد الدراسية.
أخيرا، والمفترض أن يكون هذا هو أول الأسباب، وهو السبب التكيفي، حيث إنها لم تتكيف مع المدرسة الجديدة، وقد تأخذ وقتا حتى تتكيف، فابحثي عما يزعجها في المدرسة الجديدة، وحاولي أن تجدي لها أصدقاء أو صديقات بالمدرسة حتى تألفها.
قد يكون هناك أسباب أخرى، وكلمة السر في هذا الموضوع هو قربك منها، وقدرتك على الولوج إلى نفسها، لتفتح لك قلبها وتعرفين الأسباب الحقيقية وراء رفضها.
نسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يهديك سواء السبيل، وأن يرزقك برها وصلاحها.