توهان في الحياة وأسئلة كثيرة تدور بذهني لا أجد لها جوابا.. أفيدوني

0 33

السؤال

أنا متخبطة ويدور بعقلي كثير من الوساوس، منها، ما هدف الحياة؟ إذا كان الهدف هو عبادة الله، فلماذا لا نعبد الله فقط، لماذا نستمتع بالحياة ونسعى لتحسين حياتنا ونمارس الرياضة، نستيقظ، ونتحمل مسئولية أشغالنا؟

أحاول أن أذكر الله كثيرا، وأركز لأستشعر معني الذكر بقوة، ويجهدني هذا كثيرا, يدور بعقلي ما معنى استغفر الله, الصلاة على الرسول، لا حول ولا قوة إلا بالله؟ ما معنى كل آية أقراها في القرآن؟ أريد دائما أن أحس بالمعنى بقلبي ليس فقط بلساني، وإذا لم أستشعر معنى عميقا بداخلي للكلمة يصيبني الإحباط أعلم أن الذكر باللسان له ثواب، لكن عقلي يخبرني أنه غير كاف.

أريد تغيرا عمليا وسرعان ما يخبرني عقلي ماذا بعد لم لا ترضي بعملك الحالي في شركة كبيرة ومرتب كبير؟ فيدور داخلي صراع هل هذا أعتراض على ما أنا فيه أم يجب أن أسعى للأفضل؟

أريد أن أستبدل سيارتي بواحدة أحدث أم أكتفي بما لدي، وأحمد الله فغيري لا يملك سيارة، أريد ممارسة الرياضة، ولكن لم لا أحب شكلي، وأتقبله دون رياضة، تعارض داخل عقلي في كل موقف من مواقف الحياة تقريبا.

لا أعلم هل هذه وساوس أم مشكلة تركيز أم ماذا؟ الحمد لله أنا شخص ناجح مسؤول متعاون شخصية قوية واثقة بنفسها.

وأخيرا أرغب بشدة في أن أصبح زوجة، وأن أشارك حياتي رجلا صالحا يسعدني وأفكر بهذا كثيرا، ولكن أين أجده بالمواصفات التي أتمنى، حيث لا يتقدم لي أحد مناسب، فأحاول أن أقنع نفسي، لما لا أرضى بحالي، وأنشغل بحياتي فقط، وأصلا لدي أخت صغيرة من ذوي القدرات الخاصة قد يكون الله لم يكتب لي الزواج لأرعاها بعد عمر طويل، بعد رحيل أبي وأمي.

أنا شخص كسول بلا دافع للحياة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ S N حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك بنتنا الفاضلة في موقعك، ونشكر لك الطموح العالي والرغبة في الخير، والرغبة في الخير خير، والإنسان لا يزال بخير ما نوى الخير، ورحم الله والدك وأعانك على بعث الهمة في نفس الوالدة ومعاونتها على الخير.

أرجو أن تعلمي أن مرحلة الخشوع في الذكر والتلذذ بالعبادة قد تحتاج لبعض الوقت، والكثير من العلم بالمعاني والمقاصد، ولكن الاستمرار على الطاعات من أهم أسباب الفوز بتلك الرتب العالية، فلا تتوقفي عن الأذكار، ولا تتوقفي عن التلاوة وأي عمل صالح، وتعوذي بالله من شيطان يقعد لمن أراد الصراط المستقيم، واجتهدي وتذكري أنك مأجورة في كل الأحوال، واجتهدي في طلب العلم، فالفقيهة أشد على الشيطان من ألف عابد وعابدة.

وإذا كنا قد خلقنا للعبادة كما قال ربنا {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} فإن العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال والأحوال الظاهرة والباطنة، وإذا أخلص المسلم في أعماله فإنها تتحول إلى عبادات، قال الله: {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له}، فاجعلي نيتك لله، وأحسني في كل عمل، وأبشري بالثواب من الله.

أما بالنسبة لمسألة العمل والسعي فيه لما هو أفضل وأجود وأعون على الطاعة، فهذا أيضا مطلوب، وليس فيه ما يدل على عدم الرضا بقضاء الله وقدره، فالمسلمة تفعل الأسباب ثم تتوكل على الكريم الوهاب.

وأرجو أن تعلمي أن في الزواج عون على الطاعات والخير، ومن تتزوج تستكمل نصف دينها، وعليها أن تتقي الله في النصف الآخر، فإذا جاء صاحب الدين فلا تتردي في القبول وإن تأخر فأشغلي نفسك بطاعة الله واتباع الرسول، وواصلي أذكارك وأعمالك، واسألي الله تحقيق المراد والمأمول.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات