كيف يمكنني التخلص من الاكتئاب والقلق الذي أعيش فيه؟

0 18

السؤال

السلام عليكم.

عمري 18 سنة، وطولي (168) سم، ووزني (56) كلغ، استشارتي السابقة كانت قبل أسبوعين تقريبا 2474030 وحاولت في هذه الفترة أن أمارس الرياضة؛ للتخفيف من القلق والتوتر، والاكتئاب، ولكن لاحظت أنني كلما أمارس الرياضة يتحسن مزاجي أكثر وأرتاح، ولكن هذا لا يدوم لفترة طويلة حتى ترجع الحالة مثلما كانت، وحاليا أنا مضغوطا جدا في الجامعة، ولا أستطيع أن أمارس الرياضة.

علما بأنني أتناول دواء (سيروكسات 10 ml g) ولكن لا فائدة، وحاليا أنا منقطع تماما عن الأفلام الإباحية والعادة السرية، فآخر مرة كانت قبل ٤٠ يوما.

سؤالي: هل هذا القلق والاكتئاب سيذهب بعد فترة، لأنه يؤثر على حياتي كثيرا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Osama حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في موقع اسلام ويب .

أنا أجبت على استشارتك السابقة منذ أسبوعين، وأتمنى أن تكون قد أخذت بما ذكرته لك من إرشادات، ونحن دائما نرى أن تغيير نمط الحياة هو أهم من أي علاج دوائي. تغيير نمط الحياة ليكون نمطا إيجابيا، ويكون الإنسان فعالا، يثق في أفكاره وفي مشاعره وفي أفعاله، ويجعلها دائما في الجانب الإيجابي، هذا هو العلاج الأساسي، أما الدواء ففعله مساعد.

فيا أيها الفاضل الكريم: أنت بخير إن شاء الله تعالى، وطبعا ابتعادك عن الأفلام الخلاعية والإباحية والعادة السرية أمر فرحنا له كثيرا حقيقة، وأسأل الله تعالى أن يثبتك ويثبتنا جميعا على الخير وعلى المحجة البيضاء. فأيها الفاضل الكريم: لا عودة أبدا لهذه الموبقات، حصن توبتك بتقوى الله، ويجب أن يكون لك العزيمة والقصد الصادق ألا تعود لهذا الأمر أبدا. الحياة فيها أشياء جميلة يمكن أن يدمنها الإنسان: بر الوالدين، المحافظة على الصلاة، الأخذ بالعلم وطلب العلم، والعلم نور ولا شك في ذلك.

فأرجو أن تتيح لنفسك فرصة كاملة لأن تعيش الحياة بكل جمالها، وهذا هو علاج الاكتئاب ولا شك في ذلك.

أيها الفاضل الكريم: أريدك أن تكون مثابرا في دراستك، وأن تحسن إدارة وقتك. أما بالنسبة للرياضة فلا تنقطع عنها، مجرد تمارين إحمائية لمدة عشر دقائق هذا قد يكفي تماما، الرياضة تؤدي إلى إفرازات كيميائية إيجابية، فإذا أمر الرياضة ليس أمرا عبثيا، وليس شيئا يعتمد على الإيحاء، أو ما نسميه بالتغيير الإيحائي، لا، التأثير تأثير علمي حقيقي، تأثير كيميائي، الأمر يتعلق بكيمياء الدماغ وبالموصلات العصبية، وكيف أنها تسير وتتحرك وتتوازن في الاتجاه الصحيح مع ممارسة الرياضة، خاصة في مثل عمرك.

فاجعل لنفسك حظا من الرياضة، ولو لمدة قصيرة، ولو حتى مجرد المشي لربع ساعة أو نصف ساعة، وأرجو أن تحرص على الإيجابية في كل شيء.

أما الدواء فهو مكمل، واستمر عليه، وأرجو أن تتبع ما ذكرته سلفا بحذافيره، وأنا أتوقع أنك سوف تعيش حياة طيبة، وأن هذا القلق والاكتئاب سوف يذهب عنك، بل يذهب عنك الآن، لأن الأمر أصلا هو أمر في يدك تماما، إن أردت أن تسير في الطريق الإيجابي المفعم بالأمل والرجاء يمكنك أن تقوم بذلك الآن. أنت صغير في السن، وحباك الله تعالى بطاقات عظيمة، فيجب ألا تضيع هذه الطاقات وتستهلكها مع هذه الوساوس والتفكير السلبي وتكون محبطا ومتشائما. انطلق في الحياة بكل إيجابياتها. عليك بالصلاة في وقتها، فهي عمود الأمر ورأسه، والدعاء، وبر الوالدين، وأن تكون مع المتميزين المتفوقين. هذا كله يدفعك دفعا إيجابيا لأن تعيش حياة طيبة وتتمتع بصحة نفسية راقية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات