السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه في هذا الموقع المتميز، وبارك الله فيكم.
أود استشارتكم في أمري وهو أنني مريض منذ أكثر من 10 سنوات بالذهان واعتلال القطبين والوساوس القهرية، وحاليا أراجع دكتورا عندنا في الأردن منذ 2016، وقد شفاني الله عز وجل من هذا المرض، لكن حصلت انتكاسة أخرى اضطرتني إلى الذهاب مرة أخرى للدكتور، والأعراض كانت أن ذهني كان يفكر بأشياء كثيرة، منها أنني المهدي والاستعانة بالجن -والعياذ بالله-، والوساوس والأفكار الكفرية والمسبات الكفرية.
وأتناول حاليا أدوية الصرع، بركسال ولوكسول 100 حبتين، وبرافيا سي آر 500، 3 حبات، واريبال، وأبيزول 15 حبة واحدة، هل سأبقى على هذه الأدوية إلى أن أموت، أم أنه ممكن أن يقول لي الدكتور مرة أخرى أنني قد تعافيت وشفيت؟
وأنا في حالة ممتازة -ولله الحمد والشكر-، هل من الممكن أن أشفى؟ وهل يجب أخذ الدواء مدة طويلة مع أني أتناول الدواء منذ 15 سنة، وهل ممكن أن أخفف الدواء من تلقاء نفسي حتى أتركه نهائيا لكن بالتدريج؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يعقوب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك العافية.
أخي الكريم: الدواء في حالتك قطعا هو باب من أبواب الرحمة. العلاج الذي يفيد يجب أن يعتبره الإنسان جزءا من حياته، ويجب أن نعرف قيمة هذه النعم العظيمة.
أنا – أخي الكريم – حقيقة أتعاطف معك جدا، وأعرف أن تناول الأدوية لفترات طويلة ربما يؤدي إلى الضجر وإلى الملل من تناولها، لكن قسوة المرض أيضا سخيفة وسيئة، ومآلاتها دائما خطيرة، فحين نوازن بين الأمور أعتقد أن النتيجة المنطقية والإيجابية هي أن الاستمرار على الدواء مهم جدا.
وأنا أقول لك – أيها الفاضل الكريم -: لا أعتقد أنك تحتاج أن تستمر على الدواء طول حياتك أبدا، نعم فترة علاجك قد تطول، لكن معظمها يكون من خلال تناول الجرعات الوقائية وليست العلاجية، وأنا أحتم عليك أن تتواصل مع طبيبك، وأن تحافظ على مواعيدك، وألا تتأخر أبدا، وألا تتصرف في الأدوية أبدا من تلقاء نفسك، لا زيادة ولا نقصان، {وأطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكم}، الطبيب الثقة يعتبر ولي أمر الإنسان في حالة العلاج.
فأنا حقيقة أشجعك وأطمئنك وأقول لك أن مآل حالتك مآل ممتاز، ما دمت أنت محافظا على علاجاتك، وأنا متأكد أن الأدوية سيتم تخفيفها في مرحلة من المراحل. العلاج له مراحل فيما يتعلق بتناول الأدوية، فدائما الإنسان يبدأ الدواء بجرعة صغيرة، وهي جرعة البداية، ثم تبنى الجرعة تدريجيا ليتحصل الإنسان على الجرعة العلاجية، ثم يدخل في مرحلة الجرعات الاستمرارية، وذلك حتى تستقر حالته، وحين تستقر حالته أكثر يدخل فيما يسمى بمرحلة الجرعات الوقائية، وغالبا هي تكون جرعات صغيرة.
فأرجو أن تحافظ على علاجك، وأرجو أيضا أن تجعل حياتك حياة فعالة، هذا مهم جدا -أخي الكريم-، أن تمارس الرياضة، أن تتواصل اجتماعيا، أن تحرص على واجباتك الدينية وواجباتك الأسرية، أن ترفه عن نفسك بما هو جميل وطيب. القراءة أيضا تعتبر من الأشياء الممتعة جدا، وتحسن التركيز. النوم الليلي المبكر وجدناه من أفضل مفاتيح الصحة النفسية الإيجابية.
إذا - حفظك الله - احرص على علاجك وعلى تنظيم حياتك بصورة إيجابية، ولا تصاب بأي نوع من الإحباط أو الملل أو الضجر من الدواء، الدواء مهم جدا، وأسأل الله أن ينفعك به، وأنا شاكر جدا على كلماتك الطيبة وثقتك في إسلام ويب.