السؤال
السلام عليكم.
بدأت مشكلتي منذ التحاقي بالجامعة، فلم أكن أعطي للموضوع اهتماما في الماضي، لأني كنت محاطة بصديقاتي دائما، لكن في الجامعة لم أعد أعرف أحدا إلا أشخاصا كانت معرفتي بهم سطحية، أصبح كل تفكيري كيف أكون صداقات جديدة وأصبح اجتماعية أكثر.
هناك أشخاص معينون أريد التقرب منهم، لكن عندما أراهم ينتابني إحساس بالخوف وأختبئ منهم، خوفا من أن أعجز عن التكلم وأبدو كالمغفلة، خصوصا عندما أرى الناس تتكلم وتضحك مع بعضها، في المقابل أنا وحيدة جالسة مع هاتفي، وهذا ما زاد غيرتي من كل من لديه مهارات اجتماعية، أصبحت أبكي كل يوم بعد مغادرتي للجامعة، ولا أستطيع التركيز في دروسي، فهذا الموضوع هو كل ما يشغل عقلي وتفكيري حتى أن صحتي البدنية تدهورت، أصبحت أكره نفسي.
أريد أن أبين للناس شخصيتي المرحة التي تراها عائلتي والمقربون مني، لأني أعلم إنها أفضل بكثير مما يظهر للناس بالخارج.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آمال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -بنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يصلح الأحوال.
لقد أسعدتنا هذه الاستشارة بما فيها من رغبة في زيادة المهارات الاجتماعية وقدرات التواصل، ذلك لأن الشعور بالخجل هو البداية الصحيحة لمسألة العلاج.
وإذا كنت - ولله الحمد - مرحة في داخل أسرتك فهذا مؤشر إيجابي وكبير، وننصحك بالاقتراب من زميلاتك، ولتكن البداية في الهموم المشتركة كالدراسة مثلا، ثم القضايا العامة. ومن خلال التواصل في هذه الأمور سوف تظهر لك أنماط شخصيات الزميلات، وسوف تتعرفين على المداخل المناسبة لكل واحدة منهن.
ومن المهم أيضا الاهتمام بمشاعر الأخوات كالتخفيف على الحزينة، ومساعدة من تحتاج لمساعدة، والثناء على من تقوم بشيء إيجابي، ولو كان ذلك بالثناء على المتميزة دراسيا، وإظهار الإعجاب بكمال الحجاب والستر للزميلة المحجبة.
وأرجو أن تعودي نفسك أخذ شيء من الحلى أو الهدايا الخفيفة لإعطاء الزميلات.
ومن المهم ترك الجوال لبعض الوقت من أجل التواصل الفعلي في عالم الواقع، فإن الإدمان على الجوال يضعف مهارات التواصل الاجتماعي، ونتمنى أن يستمر تواصلك، كما ننصح بقراءة الكتب التي تتناول هذه الأمور.
وأنا أشعر أن الأمور سوف تتحسن بحول الله وقوته، ونسعد بتنفيذ الخطوات المذكورة أعلاه، ثم الكتابة إلى موقعك بما حصل من تطور، مع الإشارة إلى أي عوائق يمكن أن تحصل.
وفقك الله.