السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب يمني من حضرموت، أبلغ من العمر (24) عاما، في حيرة من أمري؛ حيث أنني قبل عام ونصف كنت أرغب بالزواج من ابنة عمي التي لم تبلغ الثامنة عشرة، وكان والدي موافقا على ذلك لكن والدتي لم توافق على ذلك، وكنت ألح عليها بالموافقة لكن دون جدوى، فصرفت النظر عن ابنة عمي التي تجاوز عمرها التاسعة عشرة.
بحثت عن غيرها حتى طرحت عليهم الزواج من مدينة غير مدينتنا "من صنعاء" حيث وجدت من تناسبني خلقا ودينا لكن بمهر أكثر بكثير من الأولى، لكنه مستطاع، لكن وقعت في مشكلة أخرى هو أن والدي لا يرغب بزواجي من غير المنطقة التي أنا منها، حيث أنني لم أفاتحه في الموضوع، ولم أستطع ذلك؛ لخوفي من رده، فبماذا تنصحونني؟ وكيف أكلم والدي بهذا الموضوع وبأي طريق أبدأ؟ جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ FOFO حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يمن عليك ببر والديك وطاعتهما والإحسان إليهما، وأن يرزقك زوجة صالحة تكون عونا على طاعته.
بخصوص ما ورد برسالتك فأقول لك: كان الله في عونك، فأنت حقا بين نارين، إما طاعة والدك وإما طاعة والدتك، ومن أعماق قلبي أسأل الله أن يجعل لك فرجا ومخرجا، وأن يشرح صدرك والديك للذي هو خير، وأن يوفقك لاختيار الزوجة المناسبة، وبما أن ابنة عمك قد انتهى أمرها وأنك تبحث عن أخرى، فأرى أن تصلي ركعتين استخارة عليها، ثم تصلي بعد ذلك ركعتين بنية قضاء حاجتك وأن يشرح الله صدر والدك للموافقة على زواجك منها، وأرى أن تأخذ معك بعض الشخصيات المؤثرة لدى والدك، وأن تشرح لهم وجهة نظرك، وتتوكل على الله وتكلموا والدك، وتحاول أن تعرض وجهة نظرك وأن تجتهد في إقناعه، ولا حرج في ذلك ما دام في حدود الأدب ووفق الضوابط الشرعية، وتجتهد في الدعاء أن يشرح الله صدره لذلك، حتى ولو أن تصوم بعض الأيام أو تتصدق ببعض الصدقات أو تقوم بعض الليالي طمعا في أن يحول الله قلب والدك؛ لأنه وكما لا يخفى عليك فإن (قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء).
إن شاء الله ووافق والدك فهذا ما كنت ترجو، وإن قدر الله ولم يوافق فهذه إرادة الله، وعليك بالتالي البحث عن أخرى مناسبة، أو حاول إشراكهما معك في الاختيار؛ حتى لا يرفضوا من ترشحها بعد ذلك، فعليك بما ذكرت، وأري الله من نفسك خيرا، وأحسن الظن به، واعلم أنه جل جلاله على كل شيء قدير.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق وصلاح الحال والزوجة الصالحة والعيال، إنه جواد كريم، وبالله التوفيق.