هل استنكاري لأشياء صارت معتادة أمر غير طبيعي؟

0 21

السؤال

السلام عليكم.

يزعجنى بعض الألفاظ التى تتلفظ بها الفتيات -بالرغم من كوني فتاة مثلهم- في عصرنا هذا مثل (اشطا، اسطا) وأرى أنها لا تليق بأمهات المؤمنين، وإذا اعترضت على إحداهن تقول طالما الله لم يحرمها فدعونا وشأننا، هل أنا غير طبيعية؟

فتاة تحرص على عدم التقاط الصور مع زميلاتها لما لها من مشاكل عدة، وأصبح مشاركة الصور عبر مواقع التواصل شيئا منتشرا، ولكن تجد من من حولها من الفتيات نظرة غريبة وأن التقاط الصور بمثابة ذكرى للتذكير بتفاصيل اليوم، هل هناك شيء يستدعى الاستغراب من شيء كهذا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Dentist حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكركم لتواصلكم معنا وثقتكم بموقعنا

بخصوص سؤالك عن الألفاظ المذكورة إشطا (قشطة) وأسطا (أسطى)، فلا يبدو لنا-على الأقل بحسبما فهمناه منها- أنها نوع من التنابز بالألقاب، بل يقصد بها الاستظراف والاستحسان -حسب اللهجة المصرية الدارجة- لكن إن قصد بها الإساءة، فهي ستدخل في باب التنابز بالألقاب..

والتنابز بالألقاب نهى الله عز وجل عنها في سورة الحجرات في قول الله تعالى :
(يـٰأيها ٱلذين ءامنوا لا يسخر قوم من قوم عسىٰ أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسىٰ أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بٱلألقـٰب بئس ٱلٱسم ٱلفسوق بعد ٱلإيمـٰن ومن لم يتب فأولـٰىٕك هم ٱلظـٰلمون) [الحجرات 11]

فالآية الكريمة ذكرت ثلاث درجات للسلوك السيء تجاه الآخرين:
1-السخرية: وهي أن يرى الإنسان نفسه أرفع شأنا من الآخرين؛ وبالتالي يستصغرهم، فهم لا يساوون عنده شيئا، ولا يستحقون الذكر، كما لو ورد ذكر فلان، فإنه يقول عنه: فلان أقل شأنا من أن يذكر! فهذا هو مفهوم السخرية.
2- اللمز: وهو أن يحط من شأنه لصفة عجز فيه، قد تكون صفة خلقية كالعرج والعمى وضعف السمع، أو دمامة في خلقته ونحو ذلك.. كما قد يكون عجزا خلقيا سلوكيا كالتأتأة، أو الخوف من إلقاء خطبة أمام الجمهور، ونحو ذلك.
3- النبز: وهو استجلاب صفة سيئة ليست فيه، كأن يصفه بألقاب الحيوانات: حمار، ثور، كلب..إلى آخره. أو يصفه بصفات سلوكية ليست فيه كأن يصفه بالجبن أو البخل ونحو ذلك.

والضابط في كل ما ذكر سابقا، هو احترام الذات الإنسانية وعدم الحط من كرامتها بأي شكل من الأشكال.

ولم نفهم علاقة هذه الألفاظ بلفظة (أمهات المؤمنين)، إن كنت تقصدين أن عرض المؤمنة كعرض أمهات المؤمنين من حيث حرمة التناول بالسخرية واللمز والنبز فنعم، مع زيادة كون أمهات المؤمنين عرضهن أشد حرمة كما لا يخفى.

أما بخصوص التقاط الصور للذكريات بالنسبة للفتيات، فهذا الأمر ينبغي أن يكون على أضيق نطاق ممكن، مع التحرز من نشر الصور على العام في وسائل التواصل الاجتماعي، حتى لو كان بحسن نية، فقد يتم استغلال هذه الصور من قبل ضعيفي النفوس، ويتم إيذاء الفتاة، والإساءة إلى أهلها وعائلتها، لذلك فالحكمة تقتضي الاعتبار بالحوادث التي حصلت وتحصل باستمرار من ابتزاز الفتيات البريئات بسبب نشر صورهن.

ولا يوجد ما يستدعي الاستغراب من الفتيات حيال عدم نشر الصور، لكن لما كان كثير من الفتيات ينشرن صورهن في وسائل التواصل، لذلك يحصل منهن الاستغراب من هذه الناحية، ونشكرك لعدم الانجرار وراء مثل هذه الرغبة اللاعقلانية التي قد تتملك بعض الفتيات، وإذا كنت لا تثقين في حسن تصرف الفتيات، وأنهن يمكن أن يقمن بنشر الصور؛ فلا تقومي بالتقاط الصور معهن، والسلامة لا يعدلها شيء.

نسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يهديك سواء السبيل.

مواد ذات صلة

الاستشارات