السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
مشكلتي تكمن في أني منذ قدومي إلى ألمانيا لمواصلة دراستي بعد تحصلي على شهادة البكالوريوس بامتياز، وأنا أجد الدراسة عبئا ثقيلا، وحالتي دائما من سيء إلى أسوأ، رغم حبي لطلب العلم إلا أن تلك الرغبة وذلك الحماس لم يبق منه تقريبا شيء.
أعاني من فتور فضيع، ربما بسبب التحول الذي حصل لي، لقد درست اللغة في مكان ثم انتقلت لمكان آخر لأدرس في الجامعة، وهذه سنتي الثالثة في الجامعة ولا أزال أعاني من نفس المشكلة التي تتفاقم مع مرور الوقت، إثر قدومي إلى هذا المكان عانيت الوحدة؛ لأني فارقت صديقتي التي قضيت معها سنتي الأولى؛ ولا أعرف أحدا هنا وبعد قليل من الأشهر أنعم علي الله بنعمة الهداية ولبست الحجاب، وأصبحت أتردد على مسجد في هذه المدينة وأشارك في بعض النشاطات وأجتهد في حفظ القرآن.
ومع التزامي الجديد وتركيزي أكثر على الجانب الديني انشغلت عن مشكلتي مع الدراسة ولم أحلها، بعدها تعرفت على شاب من خلال المسجد ولكن الخطوبة لم تتم وانتهى كل شيء، وهو ما سبب لي أيضا المزيد من القلق النفسي، وعانيت أيضا خلال الفترة السابقة من اضطرابات في الأكل ولا زالت إلى الآن غير مستقرة تماما، كنت أمضي بعض الأيام لا أفعل شيئا مفيدا.
أفرط في النوم أو الأكل ولا أذهب إلى الدراسة وللتخفيف قليلا من تأنيب الضمير؛ لأني أضعت الوقت، أحفظ صفحة من القرآن أو أقرأ القرآن أو أقوم جزءا من الليل، وفي الواقع أني لا أجد سعادتي وحماسي إلا عند ممارسة أي نشاط ديني الذي بدوره تراجع قليلا؛ لأني أصبحت مهمومة من تقصيري مع دراستي وعدم صلاح حالي، فأنا في الوقت الحالي أفرط في النوم ولا أذهب إلى المحاضرات أجلس في البيت للدراسة ولكني أجد صعوبة كبيرة وكأن هناك حاجزا بيني وبين الدراسة، الامتحانات على الأبواب وأنا لا أزال أدور في نفس الدوامة، قلق، حيرة، غياب الحماس، غياب الطموح للدراسة.
المشكلة أني لم أعد أجد متعة في الدراسة وهي تتراكم وتتراكم وتزداد صعوبة والقلق يكبر والحاجز يكبر والخوف يكبر ولا أعرف من أين البداية؟ مع العلم أني نجحت في أغلب امتحاناتي لكن بأعداد ضعيفة وبدون أن أستوعب ما أدرسه؛ لأني غير مواظبة نهائيا على المحاضرات، ولا أذاكر إلا أسبوعا قبل الامتحان، وبالطبع لا يمكن تحصيل وفهم ما حوضر في خمسة أشهر خلال أسبوع فقط، أذاكر لاجتياز الامتحان، وبسبب تضايقي وشعوري بالوحدة طلبت من أبي أن يسمح لأختي بالقدوم لمواصلة دراستها هنا وقد قدمت بتسهيل من الله منذ بضعة أشهر وهي أيضا التزمت والحمد لله وبرغم وجود الأنس الآن إلا أن مسؤوليتي زادت.
أنا أطلب إرشادكم أفيدوني أفادكم الله، أعتذر على الإطالة والتفصيل إلا أن غايتي تقريبكم من الواقع لتتمكنوا من إفادتي.
وجزاكم الله عنا كل خير.