قمع المشاعر وأضراره وكيفية إخراج المشاعر

0 31

السؤال

السلام عليكم.

دائما أقمع مشاعري ولا أخرجها، أعاني من الغضب، وأقمع غضبي دائما، ولا أعرف كيفية إخراجه! أخاف أن أؤذي أحدا أو أن أحدا يؤذيني، أشعر بالخوف عند الدفاع عن النفس، هل من طريقة لإخراج الغضب المكبوت؟ أريد الصراخ لكن لا أستطيع، علما بأني تأتيني فكرة القتل لكن أرفضها، ما الحل؟

ما هي أضرار قمع المشاعر؟ هل تسبب آلاما في الرأس وانقباضات أو مشاكل في التنفس أو القلب وغيره من الأعراض؟

أرجو الإجابة، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم بموقعنا

بخصوص سؤالك حول قمع المشاعر وأضرارها، هذا هو محور العلاج النفسي الذي يفترض أن التفاعل الإنساني والسلوك يمر بدائرة ثلاثية تتألف من الأفكار والمشاعر والحدث.

لو دخل أحد الموظفين مؤسسته ولم يلق التحية كالمعتاد على الموظفين حوله، خاصة المحيطين به، فقد نجد أحد الموظفين يحمل عنه انطباعا سلبيا، ويعتقد أنه متكبر مثلا، بينما الموظف الآخر يحمل عنه انطباعا إيجابيا، ويحمل عنه فكرة (لعله مشغول أو مهموم) لذلك لم يلق التحية كالمعتاد.

الموظف الأول قد تضايقه فكرة (إنه متكبر) وبالتالي يشعر بالامتعاض، بينما الثاني لا تأتيه تلك المشاعر السلبية.

إذا ظل هذا الموظف يقمع مشاعره باستمرار حيال تلك الأفكار السلبية فستؤدي به في بعض الأحيان إلى الأعراض النفس جسدية، فيصاب بارتفاع ضغط الدم، أو آلام الجهاز الهضمي والقولون، أو توترات جسمية مختلفة.

ما الحل في مثل هذه الحالة؟
الحل هو تفنيد الفكرة السلبية، فإما أن يسأل الشخص نفسه عن عدم إلقائه التحية، وهل كان مشغولا أو مهموما، وبالتالي يعرف السبب الذي دفعه إلى هذا التصرف، عندها كما يقال: إذا عرف السبب بطل العجب!

هنا تهدأ النفس ويذهب ذلك الشعور السلبي ويختفي التوتر الجسدي.

إذا لم يتيسر له السؤال المباشر للشخص، فيمكن للمصاب بالوساوس أن يقنع نفسه بعمل مناظرة داخلية في رأسه، وذلك فيما يعرف بسجل الأفكار، حيث يأتي بالفكرة السلبية ويعرض أمامها الحجج التي تؤيدها والحجج التي تعارضها، والمقارنة بينها، عندها تتخلخل الفكرة السلبية وتختفي.

قد وردت طرق فعالة في السنة النبوية لتفريغ الانفعالات والسلوكيات الغاضبة، من ذلك الحديث المعروف (لا تغضب).
وإرشاد النبي ﷺ للغضبان بأن يكسر حلقة الانفعال بالحركة، فإذا كان واقفا جلس، وإذا كان جالسا اضطجع، أو يخرج من المكان ريثما تهدأ نفسه ثم يعود للحوار مرة أخرى، كما يمكنه اللجوء إلى الاغتسال أو الوضوء.

لعل هذا يوافق ما يعرف بنموذج نظرية الاختيار التي تفترض أن السلوك يشبه السيارة بأربع عجلات، فالعجلتان الخلفيتان هما عجلتان سالبتان ينبغي الابتعاد عنهما، وهما عجلة المشاعر والانفعال وعجلة التأثر الجسدي بالانفعال، وأما العجلتان الأماميتان فهما عجلتان موجبتان ينبغي اللجوء إليهما دوما، وهما عجلة التفكير وعجلة الحركة، فالتفكير يتيح لك اختيار أفضل البدائل والحلول في ردود الأفعال، بينما الحركة تكسر حدة الانفعال العاطفي وقت الحدث.

نسأل الله لك العافية والسداد والتوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات