كيف أعود طفلتي على أن تنام في غرفتها؟

0 36

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كنت قد تعودت أن أستشيركم بكل أموري، و-لله الحمد- أنا ممنونة من إجابات لي.

أنا متزوجة منذ 7 سنوات، ولدي طفلة عمرها 4 سنوات، اسمها رقية، منذ 5 أشهر وأنا أعاني من موضوع نومها في سريري، لديها غرفة خاصة بها وسرير لون زهري كبير، وهي قد اختارته وغرفتها مليئة بالألعاب، وهي بجانب غرفتي، كل يوم نقرأ لها القرآن، وقصة قصيرة ثم تنام، وبعد ساعتين تستيقظ، وتأتي إلينا وتقول إنها تحب النوم معنا.

أنا منزعجة من هذا الموضوع، لأنها تقيدني وتمنعني من ممارسة خصوصيتي في غرفتي، أنا وزوجي متضايقان، ولا نعلم كيف نحل المشكلة، وأخاف أن أغلق باب الغرفة وأنام وتستيقظ وتخاف.

منذ يومين جاءت نامت معنا، وكنت أنا مرتدية قميص نوم قصير، تضايقت كثيرا لأنها أصبحت تميز، وأحيانا تقول لي أريد أن أرتدي مثلك من دون أكمام، وأن يكون لدي ثياب داخلية مثلك.

أشعر أنها أصبحت واعية، أخاف كثيرا أن تأتي في الليل وترانا في وضع غير لائق،
فأنا ووالدها حريصان جدا، ولا نرتدي أمامها إلا ثيابا محتشمة، ولا نغير ثيابنا بجانبها.

مضت خمسة أشهر على هذا الوضع، وكلما أرجعناها لسريرها تستيقظ مرة ثانية، وتأتي، أرجو مساعدتي في هذه المشكلة، أرجوكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ aya حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الموقع -أختنا الفاضلة-، ونشكر لك التواصل المستمر، ونحيي الحرص على السؤال، ونسأل الله أن يصلح ابنتنا، وأن يهدينا جميعا لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو.

حق لكم أن تخافوا مما يحدث من هذه البنية الصغيرة، والحرص مطلوب لأن العلاقة الخاصة ينبغي أن يخفيها الأب والأم عن الأبناء، وكان ابن عمر لا يعاشر أهله في حجرة فيها طفل رضيع، وهذه البنية التي بلغت أربع سنوات ينبغي أيضا أن تأخذ خصوصيتها وأن يكون لها مكانها الخاص، وعليه فنحن نقترح عليك ما يلي:

أولا: استمري في الأدعية والأذكار وحسن التربية لها، وعلموها آداب الاستئذان، حتى إذا دخلتم عليها استأذنوا عليها، لأن الاستئذان أدب ينبغي أن يتعلمه الكبير والصغير، حتى لا تدخل عليكم ولا تدخلوا عليها إلا بعد استئذان، لأن الاستئذان ليس للأضياف وحدهم، لكن داخل البيوت، حتى قال العظيم ونبه على أوقات ثلاث مهمة في الاستئذان: { ياأيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم} هي أوقات ينبغي أن نعلم الأبناء الاستئذان فيها، ثم نتوسع بعد ذلك في بقية الأوقات، لأن الاستئذان ينبغي أن يكون في كل وقت، وقد قال الله أيضا: {وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم}.

جميل أن يكون لها غرفة، وجميل جدا أن تختار ألوانها وتختار وحدها، ونقترح عليك أيضا أن تكوني عند بداية النوم معها في حجرتها، فإذا نامت تنتقلي، بأن تشاركيها في الألعاب، حتى تعرف أن وجودكم في غرفتها أيضا يشكل لها مزيدا من الأمن ومزيدا من الأمان.

أما بالنسبة للوقت الخاص فلا بد من إغلاق الباب، ونخوف من خطورة أن يحصل ما تخوفتم منه، لأن مشاهدة تلك الأوضاع يضر بالأبناء والبنات في سنواتهم، وقد يظهر ذلك في سنوات متأخرة في شكل عقد نفسية، أو انحرافات سلوكية.

نتمنى ألا تظهروا لها الضيق الشديد، حتى لا يؤثر ذلك على نفسيتها، ولكن من المهم اتخاذ الاحتياطات، وعودوها دائما حتى عندما تدخل في غرفتها أن تغلق الباب عليها، وأنتم أيضا بينوا لها أن هناك وقتا خاصا، ويمكن حتى تعتاد إغلاق الباب أن تكوني معها والأب يغلق الباب، ثم تطرقي الباب، ثم يفتح لك، والعكس يكون الأب معها ثم تغلقي الباب ثم يستأذن والدها فتفتحي له، حتى تتعلم أن أدب الاستئذان هو أدب للجميع، للكبير وللصغير.

أكرر: لا بد من ممارسة هذه الخطوات، ولا بد من مزيد من الاحتياطات، وكذلك أيضا أرجو أن تحاوروها وتناقشوها عما تشعر به، فربما يكون هناك أشياء تخيفها، أفلام تشاهدها، خبرات سالبة من زميلاتها، يعني: كل ذلك قد يكون هو السبب الذي يجعلها تخاف وتبحث عنكم في كل ليلة.

ونتمنى أن يرزقكم الله تبارك وتعالى من الأطفال من يكون إلى جوارها، فهي أيضا تعاني لونا من الوحدة، فلا تجد من يلعب معها، ولا تجد من يكون إلى جوارها.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، ونكرر هذه النصائح، وحبذا أيضا لو جزءا من الليل اخترت بعض الأيام لتكوني إلى جوارها، حتى تعتاد وتأمن في مكانها، فلا تحتاج إلى أن تأتي إليكم، فيمكن مثلا يكون الزوج في الغرفة الخاصة وتكوني أنت معها، ثم تأتي إلى زوجك، ثم تعودي إليها، وهكذا حتى تعتاد البقاء في حجرتها، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات