مغتربة لم أر أهلي منذ ثلاث سنوات وزوجي ليس مهتمًا!

0 29

السؤال

السلام عليكم.

أنا متزوجة من قريبي في الغربة، منذ ٣ سنوات وعندي طفل، وزوجي طيب الخلق، حسن المعشر، ولكن هو وأهله ليسوا قريبين من أهلي، ولا يوجد تواصل بينهم، ومن ٣ سنوات ولم أزر أهلي ولا مرة لظروف مرت، مثل ولادتي وظروف حصلت لأهلي، وبعدها جاءت كورونا.. إلخ، وزوجي ليس مهتما بأخذي لبلدي لرؤية أهلي، وعندما أتحدث معه بالموضوع تبدأ النقاشات والحجج، وأنه ليس لأنه لا يريد أخذي لزيارة أهلي ولكن الوقت غير مناسب وهكذا، ومن جهة أخرى أهلي يلومونني ويلومونه هو وأهله ويسألونني دائما متى سآتي!

أصبت بحالة نفسية الله وحده يعلم بها بسبب هذا الموضوع، ومواضيع أخرى تعبت كثيرا وأنا أحاول إقناع زوجي بالذهاب. هو ليس رافضا الفكرة ولكن يماطل وليس مهتما، ولا أعرف السبب! لا يشعر بشوقي والضغط الرهيب الذي أعيشه، ليس لدي من أشتكي له، لا أدري ماذا أفعل! هل لي أن أصبر وأهلي يضغطون علي بشكل كبير؟ أعرف أنه من شوقهم لي ولكن سئمت من مداراة الطرفين! وزوجي يشترط علي أنه إذا ذهبنا لزيارة أهلي لن نجلس أكثر من أسبوع، أقول له إن هذا قليل لم أرهم منذ ٣ سنوات، يقول إنه لا يستطيع ترك عمله أكثر من ذلك، وأهلي يقولون: الأسبوع قليل جدا وغير ممنونين لذلك.

تعبت جدا! ما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Reem حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم بموقعنا

نقدر ما تمرون به من وضع اغتراب عن الأهل والوطن، وكان الله في عون كل مغترب عن أهله ووطنه.

من المعروف أن المرأة عندما كانت في بيت أهلها قبل الزواج كانت في كفالتهم وولايتهم، وهم المسؤولون عنها وعن احتياجاتها، ولما تزوجت انتقلت إلى كفالة الزوج وكنفه، فهو المسؤول عنها وعن توفير احتياجاتها والدفاع عنها، فالمرأة بهذا الاعتبار تعيش كالملكة التي يخدمها جنودها، ورغم أن الملكة لها مطلق الأمر والنهي، لكنها لا تجرؤ على الدخول إلى الغابة لوحدها دون حراسة أو جنود!

وقضية قوامة الرجل على المرأة هي توزيع إداري رباني، حيث إن سفينة الحياة الزوجية لا بد لها من ربان ومساعدين، فالزوج هو الربان، والزوجة هي المساعد.

ومن زاوية نفسية واجتماعية، فطالما أن الرجل لا يمانع من زيارتك لأهلك، فهذه خطوة إيجابية، يبقى موضوع التأجيل قابلا للأخذ والرد ومعرفة المصالح والمفاسد المترتبة على قرار الزيارة وأثر ذلك على عمل الزوج، وعلى حياتكم الزوجية إجمالا، وقد يضطر المرء إلى الدوس على مشاعره أحيانا في سبيل تحصيل مصلحة أعظم، أو درء مفسدة أكبر.

أما بالنسبة لضغط الأهل عليك، فهذا أمر متفهم، ولكن ليس واجبا عليك تلبيته، طالما ظروفك لا تسمح حاليا، وظروفك مرتبطة بظروف زوجك أيضا لأنكما في مركب واحد.

ربما زوجك لا يفكر بنفس طريقة تفكيرك، لكنه حتما له حسابات أخرى تتعلق بحياتكم المعيشية وطريقة توفير المصاريف والمحافظة على عمله، لذلك لا بأس أن يكون هناك اتفاق ضمني على عدد الأيام التي ستقضينها مع أهلك، فبدلا من شهر كامل أو أسبوع يمكن أن تصبح المدة أسبوعين أو عشرة أيام مثلا.

كما أن وسائل التواصل الاجتماعي قد قربت البعيد، وصار التواصل بالاتصال المرئي عاملا مهما في تخفيف لوعة الاشتياق إلى الأهل، فينبغي وضع هذا الأمر في الاعتبار أيضا. ويمكن استغلال هذه الاتصالات بشرح الصعوبات التي تواجهكم حتى يخفف من لومهم لكم.

إضافة إلى أن هناك عائلات لم يروا ذويهم منذ سنوات طويلة، ومن رأى مصيبة غيره هانت عليه مصيبته.

أخيرا: إذا حصل التفاهم والتوافق بينك وبين الزوج -وهذا حاصل حاليا على الأقل- فلن تعدموا أن تجدوا حلولا بديلة، كأن يسافر بك ثم يعود هو لعمله، ثم يرجع لأخذك مرة أخرى -على سبيل المثال-.

نسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يهديك سواء السبيل.

مواد ذات صلة

الاستشارات