السؤال
السلام عليكم
خطبت فتاة رقيقة متعلمة مؤمنة، وأعاني من مرض ثنائي القطب وعدم القدرة على الانسجام مع شيء، بالإضافة إلى الوساوس تجاه خطيبتي وتجاه ربي عز وجل في امتحانه لي عن طريقها، وأداوم على أخذ الأدوية، وأطلب من الله ان يثبت يقيني فيها وفيه ويطمئن قلبي، ولا تراودني المخاوف والوساوس، علما أني أصلي وأقرأ القرآن، فكيف أصبح منشرح الصدر؟
علما أني استخرت، وألهمني الله البقاء مع مخطوبتي، ولكنني أعود إلى مخاوفي تجاهها، وأرجو من الله أن يرسل لي إشارة خاصة تثبت يقيني، فهل هذا خطأ؟ أرجو المساعدة.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكركم لتواصلكم معنا وثقتكم بموقعنا.
طالما أنك وصفت نفسك بأنك تعاني من اضطراب ثنائي القطب، فهذا يدل على أنك تعلم جيدا ماهية هذا الاضطراب وآثاره الاجتماعية على من حولك بمن فيهم مخطوبتك أو زوجتك مستقبلا، حيث من المعلوم أن ثنائي القطب يتميز بقطبين متباينين من الناحية المزاجية (اضطراب المزاج) قطب الانبساط وقطب الانطواء، فقط الانبساط تمر به لحظات سعيدة، ونشاط زائد، ويحاول أن يخدم الجميع، وأن يرضي الجميع، ولكنه إذا دخل في قطب الانطواء تنعكس الصورة تماما، حيث يتنمر على الجميع ويسيء علاقته معهم.
لذلك من المهم هو الاستمرار على الأدوية التي تم صرفها لك من قبل الطبيب، وعدم التخلف عنها أو قطعها إلا بإشارة الطبيب نفسه.
كثير من الناس يحجم عن تزويج الأشخاص مضطربي القطب، لعدم ضمان استقرار الحياة الزوجية معه، لذلك لا بد أن تكون خطيبتك على علم بكل تفاصيل مرضك، وطبيعة التداعيات المحتملة مستقبلا، لكي تكون داعما لك في مرضك، لا أن تتفاجأ وتندهش، وبالتالي تطلب الطلاق والانفصال لاحقا.
أما بخصوص الاستخارة، فيكفي أن تأخذ منها مفهوم التسخير لا التفكير، بمعنى آخر لا تعتمد على الأفكار أو ميل القلب بعد الاستخارة، وليكن اعتمادك حول تيسير وتسخير الله لك موضوع الزواج، فإن مضت الأمور على ما يرام فالاستخارة في مكانها الصحيح، وأن تعسرت فلعل الله تعالى اختار لك أمرا آخر.
المهم هو ألا تعتمد على مجرد الأفكار أو ميول القلب، وهذا في شأن الشخص الذي لا يعاني من اضطراب ثنائي القطب، أما الذي يعاني من هذا الاضطراب فهو من باب أولى ألا يعتمد هذه الأفكار بتاتا، لأن وضعك النفسي من حيث الأفكار غير مستقر حتى مع تناول الأدوية، وبالتالي فالاعتماد على الأفكار سيكون اعتمادا على حكم غير صحيح وغير دقيق.
لذلك فانتظارك لإشارة من الله عز وجل لا يتناسب مع وضعك النفسي الذي يتسم بالاضطراب، والإشارة ستكون في حقك مجرد خطوات عملية في الاتجاه الصحيح-فحسب- دون الاعتماد على الخواطر والأفكار، ولا تقلق من هذا الأمر. فوضعك يشبه شخصا مصابا بالحمى، ثم جاءه شخص آخر وقال له: هل الطقس في الغرفة حار أم بارد؟ فهذا الشخص المصاب بالحمى لا يستطيع إصدار حكم دقيق على الطقس في الغرفة بسبب اختلال حرارة جسمه الطبيعية، كذلك أنت هنا، لو اعتمدت على مجرد الأفكار والخواطر ستقع في الخلط أو الخطأ فيكون الحكم غير دقيق.
لعل هذا هو إجابة تساؤلك: كيف أصبح منشرح الصدر؟ وتعني به الانشراح للاختيار الصحيح في الخطبة والزواج، وسبق التوضيح آنفا.
نسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يهديك سواء السبيل.