فجأة كرهت الدراسة ولا أستطيع فعل أي شيء، فماذا أفعل؟

0 33

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

باختصار كنت متفوقة طوال سنيني الدراسية، ودائما أحصل على المركز الأول، بقي الحال هكذا حتى الثانوية العامة، أول فترة كانت جيدة، ولكن في يوم ما عندما عدت من المدرسة لم يكن حالي كما هو، فجأة أصبحت أكره الدراسة، ولا أستطيع مسك الكتاب، حتى هذا ليس بسبب الضغط أو التوتر؛ لأنني حاولت أن أعمل كل شيء: من تنظيم الوقت، وعمل جداول كلها بلا فائدة، فقدت شغفي وكل قدرتي على الدراسة فجأة، وحصلت على معدل ليس بجيد، وأهلي حزنوا مني، حتى علاقتي بأبي لم تعد كالسابق، ونفسيتي تأثرت بسبب هذا، ودخلت الجامعة وبقي الحال كما هو.

أنا الآن في السنة الثانية، انتقلت للعيش إلى مدينة أخرى، أصبح الوضع أفضل قليلا عندما أكون بعيدة عن البيت، لكن بين الحين والآخر وخاصة في ليلة الامتحان أعود لا أستطيع الدراسة، حتى الكتاب لا أستطيع مسكه، وعندما أعود لبيت عائلتي لا أستطيع الدراسة ولا التركيز ولو قليلا حتى لو أجبرت نفس.

لقد تعبت من هذا الوضع، حياتي تدمرت ونفسيتي سيئة، أنا أنظر لزميلاتي لماذا هن يستطعن الدراسة والتفوق وأنا لا، بالرغم أنني لست غبية، ودائما كنت متفوقة، لماذا أصبحت فجأة هكذا، أحيانا أقول ربما سحر أو عين؛ لأن هذه الأمور معروفة جدا ببلدي، ولا أحدا يتمنى الخير لأحد، ولكن أقول لنفسي لا أريد تعليق نفسي بهذه الأمور، ولكن حياتي لم تعد طبيعية.

كنت أحلم حتى بالأفاعي، وكل أفراد عائلتي حلموا بنفس الشيء، وبشكل عام حياتنا ليست طبيعية، خسرنا كثيرا، ودخلنا بمشاكل كثيرة، وأنا انتكست، ولي فترة طويلة أحاول أن أعود للالتزام كالسابق وأفضل، فماذا أفعل؟ لقد تعبت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ و.ن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكركم لتواصلكم معنا وثقتكم بموقعنا.

مشكلتك التي تظهر من عرضك لسؤالك حول فقد شغفك بالدراسة، وعدم قدرتك على مسك الكتاب، وبالتالي تدنى مستواك الدراسي خاصة وأنت في الثانوية العامة.

وقد وضعت -أنت- احتمالا لهذا الموضوع كوجود سحر أو عين مثلا، وهذا احتمال وارد، ولكنه ليس الاحتمال الوحيد، وحتى نقطع الشك باليقين، فيمكنك اللجوء إلى قراءة أذكار الصباح والمساء، واستماع الرقية وسورة البقرة بشكل شبه يومي أو على الأقل مرة واحدة في الأسبوع، فإن كان ثمة شيء من هذه الأمور سوف يذهب مع القراءة والرقية -إن شاء الله-.

الاحتمال الآخر لوضعك النفسي، هو أنك دخلت في موجة اكتئاب، نتيجة صدمة معينة حصلت لك، فقدت على إثرها التركيز في دراستك وفي حياتك عموما، ولا تجدين شغفا ولا لذة للحياة، وليس للدراسة فقط، وتفضلين الاعتزال والانطواء، إذا كان هذه الصفات متوفرة فعلا، فقد تشير إلى إصابتك بالاكتئاب، وتحتاجين إلى زيارة الأخصائي أو الطبيب النفسي، وربما يستدعي الأمر تدخلا دوائيا إذا كان الاكتئاب حادا.

بقي أن أشير إلى نقطة لمحتها لك في سؤالك السابق، عندما عرضت حلما يتعلق بمطاردة شخص لك على وسائل التواصل، وكشف صورك، وأن الموضوع وصل للوالدة، وهذه ليست رؤيا في الحقيقة وإنما مجرد حديث نفس، أو هي تخويف من الشيطان، الشاهد في هذا السياق هو أن تحليل الأحلام أحد فروع علم النفس التحليلي يشير إلى وجود مشكلة تتعلق بهذا الخصوص، فإن كانت هذه هي مشكلتك، فمن الطبيعي أن تصابي باكتئاب وأن تفقدي لذة الحياة والدراسة، وبالتالي فعلاجك يبدأ من علاج المشكلة نفسها، مشكلة التصوير، وبعدها سيذهب الاكتئاب -إذا كان الاكتئاب مرتبطا بهذه المشكلة- أما إذا لم يكن لديك هذه المشكلة فسيظل الحلم نوعا من تخويف الشيطان كما وصفت الآية الكريمة حرص الشيطان على تحزين المؤمنين والمؤمنات..(ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله..).

نسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يهديك سواء السبيل.

مواد ذات صلة

الاستشارات