السؤال
السلام وعليكم.
أنا بعمر 22 سنة، وعندي رأس مسطح وبارز جدا، والصراحة عندي اكتئاب حاد منه، فكيف ممكن علاجه؟
السلام وعليكم.
أنا بعمر 22 سنة، وعندي رأس مسطح وبارز جدا، والصراحة عندي اكتئاب حاد منه، فكيف ممكن علاجه؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abd alrhman حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم بموقعنا.
يبدو أن مفهوم صورة الذات لديك self-image بحاجة لإعادة ضبط ومعايرة، لأن تقدير الذات self-esteem يعتمد صعودا وهبوطا على صورة الذات نفسها.
هناك ثلاث صور لتقدير الذات:
١-إما أن يكون تقدير الذات في الوضع الطبيعي مثل أن يتخيل الإنسان نفسه أنه مجرد إنسان.
٢-هناك تقدير زائد للذات مثل أن يتخيل الإنسان نفسه بأنه أسد أو شجاع.
٣-هناك تقدير منخفض للذات كأن يتخيل الإنسان نفسه بأنه قط أو جبان!
من هنا يتضح أن حالة الإفراط والتفريط هما حالتان مرضيتان:
فالإفراط في تقدير الذات يصنع شخصا نرجسيا معجبا بنفسه، بينما التقدير المنخفض للذات يصنع شخصا انسحابيا انطوائيا يكون صيدا سهلا للاكتئاب.
الوضع الطبيعي هو المطلوب، وهو أن يرى الإنسان نفسه كما هي في الواقع.
حرصت على هذه المقدمة حتى تكون جزءا من التعليم النفسي الذي يفضي إلى المساهمة في حل المشكلة، إن شاء الله.
نعود إلى مشكلتك التي تتعلق برأسك المسطح، وصورتك عن ذاتك.
لو سألت نفسك سؤالا:
هل تقديري لذاتي مرتفع أم طبيعي أم منخفض؟
الجواب كما لا يخفى عليك أن تقديرك لذاتك منخفض بسبب الصورة التي كونتها عن نفسك، وبالتالي فالحل يبدأ بتغيير الصورة الذهنية عن نفسك، فأنت شخص طبيعي تماما، ولا يوجد ما يعيبك، ولا ينظر الناس أصلا إلى ما تعتبره أنت عيبا فيك، ولو سألتك: كم شخصا أبدى ملاحظته على شكل رأسك؟ أظنك ستقول بأنك صادفت عددا قليلا من الناس أبدوا ملاحظتهم عن شكل رأسك.
إذن لماذا ننظر إلى النصف المليء من الكأس ولا ننظر إلى النصف الفارغ، مع أن نسبة الفراغ في كأسك أكبر بكثير، ولا يوجد فيه إلا القليل من الماء، ونعني بالماء هنا هي تلك الملاحظات التي وردتك عن رأسك، فقد تجد في كل مائة شخص شخصا واحدا أو شخصين يعلقون على شكل رأسك؟ بينما ٩٨٪ لا يلقون لهذه الأمر بالا!
هل من الصواب أن نتمسك برأي ٢٪ ونهمل رأي ٩٨٪ ؟
لذا فهذه الفكرة تصنف ضمن الأفكار اللاعقلانية التي ينبغي تجنبها والابتعاد عنها.
ثم لو عكسنا النسبة وقلنا بأن ٩٨٪ علقوا على شكل رأسك!
هل تصرفهم صحيح شرعا وأخلاقا أم أن هذا منهم هو نوع من الاعتراض على خلق الله، والسخرية بالناس؟ لا شك أن السخرية لا تجوز شرعا، كما قال الله تعالى: (يأيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم…) إلى آخر الآية الكريمة في سورة الحجرات.
في نهاية المطاف العبرة هي في المضمون لا في الشكل، بالعمل لا بالجسم، لذلك فإن الله تعالى ينظر إلى القلوب والأعمال ولا ينظر إلى الأجسام والأشكال، وقد ورد في الحديث الصحيح:
(إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم).
لا داعي لتحميل نفسك ما لا تحتمله من اللوم الذاتي والتأنيب، ومن النظرة الذاتية المتدنية، وعليك بعدم مراقبة الناس بخصوص هذا الموضوع، وعش حياتك بشكل طبيعي، وتأكد بأن الآخرين لا وقت لديهم لتقييم الناس، أو التدقيق في تفاصيل أجسامهم.
نسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يهديك سواء السبيل.